-A +A
عبير الفوزان
للصبر أحيانا فضيلة، وأحيانا من الجميل أن تسبق الصبر اللاء الحازمة.. في مثل: لا تصالح.. لا تسامح.. لا تعتذر.. وأيضا لا تصبر. لكل (لاء) من هذه اللاءات قصة وموقف بعد أن أعيت كل الحلول المهادنة والدبلوماسية.

الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ألقى كلمة في افتتاح قاعدة «محمد نجيب» العسكرية الواقعة قرب الحدود مع ليبيا، وبحضور عربي وخليجي، وقال ما كان يجب أن يقال قبل هذا الوقت بكثير، فالعمليات الإرهابية التي استهدفت مدنيين وعسكريين وراحت ضحيتها أرواح كثيرة في مناطق من جمهورية مصر العربية، لم تكن تحدث لو لم يكن وراءها ممول متفانٍ في عمله الشرير! كانت كلمة الرئيس السيسي المغموسة في السخرية من ممول الإرهاب، الذي يتحدى مصر العظيمة بشعبها وجيشها وتاريخها.. تعد نوعا من الكوميديا السوداء بالنسبة لتلك الدويلة التي قررت أن تناطح الجبل، واستلذت مع نطحها المتواصل صمت الجبل المبهم، وصبره الذي طال دون أن يبدي أسبابه.. فهو صابر بمزاجه، وهذه قلة من يفهمها (الصبر بالمزاج)، لذا عندما يقرر الذي ضاق ذرعا بالمهازل ألا يصبر يخرج المتحذلقون والمتفذلكون بالتحليلات التي يرون أنها منطقية لتفسير هذا الموقف الذي ينطوي على عدم التسامح وعدم التصالح.. وتخرج نظريات المؤامرة من أقبية الستينات، ويُنفض الغبارعن نظريات السبعينات التعيسة.


لن نسامح.. لن نصبر.. هذه شعارات للسيادة أيضا تعمل بها كل دولة تجاه كل من يسعى لإيذائها، أو يحاول تمزيق وحدتها بتمويل شراذم في كل بقاع العالم يمارسون هواية ماعز الجبل بمناطحة الجبال!.

abeeralfowzan@hotmail.com