-A +A
حسين الشريف
al_sharef4@

ظهور مرتقب للاتحاد العربي لكرة القدم باطلالة متجددة من أرض الكنانة يستهل بها مسابقاته العائدة بعد غياب طويل، وهي العودة التي تشكل تحديا جديدا ومهما لهذا الاتحاد وقبل ذلك رئيسه الأمير تركي بن خالد في واحدة من أصعب وأعقد التنظيمات الرياضية التي عرفتها كرة القدم وفي ظروف استثنائية تشهدها الساحة العربية.. فهل سينجح في إماطة الأذى السياسي عن الطريق الرياضي بين الأشقاء العرب؟ وهل تقول الرياضة كلمتها في هذا المحفل الجامع لكل ألوان الطيف العربي بعدما عجزت جامعة الدول العربية في لم الشتات وتوحيد الصف لنشاهد التفافا عربيا صرفا وخالصا من المنغصات في أرض الكنانة ؟!


نتمنى بالتأكيد ذلك بل ننتظره ونتوقعه على يد الجراح الماهر الأمير تركي صاحب النجاحات المشهودة على أكثر من صعيد وفي أكثر من مهمة. فالكل الآن يضع يده على قلبه ويتساءل هل لدى الاتحاد العربي ما هو جديد ومقنع لكل محبي الرياضة العربية من الخليج إلى المحيط؟ وهل سينجح حوار الأقدام في لم الشمل العربي بعدما فشلت العقول العربية في جعلنا على قلب رجل واحد؟! أم ستظهر المنافسات العربية كما عهدناها على مدار 40 عاما -رغم مجاهدات الأمير فيصل بن فهد رحمه الله والأميرين سلطان بن فهد ونواف بن فيصل من بعده- محدودة الطموح وفاقدة للروح من خلال الحضور المخجل والمجاملات التي رأيناها تطفو على السطح مع أول احتكاك ميداني..

أسئلة كثيرة مشروعة تدور في أذهاننا كمحبين للاتحاد العربي ولمسابقاته قبيل انطلاقة دوري أبطال العرب، وهو ما يدعونا حقيقة للتأكيد بأن الاتحاد العربي أمام مهمة صعبة لإقناع العالم بأكمله بقدرته على تغير مفاهيم غرستها السياسة وغذاها الإعلام المنفلت، فالتغييرات الجوهرية التي أحدثها الرئيس الجديد للاتحاد الأمير تركي بن خالد ومجلس إدارته كافية من وجهة نظر الكثيرين، وأنا أولهم لتغيير الصورة الذهنية لبطولات ومنافسات الاتحاد العربي، ولا شك أن الحقنة التنشيطية التي حقن بها الأمير تركي بن خالد أوردة الاتحاد قادرة بإذن الله على إعادة الحياة لجسده العليل مما يجعلنا أكثر تفاؤلا بعودة البطولات العربية إلى سابق عهدها في ظل الخطوات المحسوبة بعناية على صعيد التنظيم إذ نجح الاتحاد في اختيار الوقت المناسب الذي يساعد الأندية على المشاركة وقياس مدى استعداداتها للموسم الرياضي واختبار جاهزية لاعبيها، كأنها المرة الأولى لا تتعارض مع روزنامة المشاركات الأخرى سواء القارية أو العالمية، فإقامة بطولة في شهري يوليو وأغسطس فرصة ذهبية للأندية العربية لاختبار قدراتها، كما أن رفع سقف الجوائز دافع قوي في حد ذاته للمشاركة، أضف إلى ذلك الالتزام بمشاركة الأبطال حفاظا على المستوى الفني للبطولة وعلى هيبتها مستقبلا، وفي اعتقادي أن الاتحاد العربي وفر (كل) أدوات النجاح لهذه البطولة، ولم يتبقَ إلا أن تكتمل المنظومة بتفاعل الإعلام الرياضي العربي الإيجابي معها وبالحضور الجماهيري الذي هو ملح البطولات، ولا ينتابني الشك في أن أهل الضيافة لن يضنوا بجماهيرهم، وكذلك كل العرب المتواجدين على أرض الكنانة. ومن جانبي أقول مبروك مقدما للرئيس الطموح والخبير الأمير تركي بن خالد.