-A +A
حسين شبكشي
لكل من يعرفني جيدا يعلم تماما أن عندي قدرا غير عادي من المحبة والاحترام والتقدير للمنطقة الشرقية وأهلها الكرام في المملكة العربية السعودية، فهم مجتمع مترابط جدا وسوي ولديه إيمان شديد بالقيم والمبادئ الأصيلة، وهذا نسيج واحد متواصل حتى ولو جاءوا من مناطق مختلفة أخرى من المملكة، فيهم روح العصامية والعمل الدؤوب المحترم، وهناك العشرات من قصص النجاح التي تحتاج إلى كتب ومحاضرات وأفلام لإيصال العبر والدروس من خلالهم، لا أنقطع عن زيارة المنطقة الشرقية، ففيها أصدقاء وهم أقرب للأهل بما يغمرون القادم إليهم بالكرم والمودة، وينعكس هذا الأمر بشكل لطيف ومحبب في علاقة أبناء المنطقة ووجهائها مع أميرها المحبوب سعود بن نايف، الذي نجح بالتواصل والحيوية في بناء جسور جديدة من الثقة والمحبة والألفة، ولكن لأن أهل المنطقة على قدر عظيم من الحس المسؤول وعزة النفس، فمن يعرفهم جيدا يشعر في مجالس كبارهم ألما ومرارة بسبب ما وقع على أحدهم، فهم تعودوا على إحساس ما يفرح أحدهم يفرحهم جميعا وما يكدر أحدهم يكدرهم جميعا، ولذلك في قلوبهم مرارة غياب أحد كبار وجهاء المنطقة «العم» محمد المعجل وابنه عادل عنهم خارج البلاد بعد صدور الحكم المعروف بحقهم وحق شركتهم المساهمة، ليس هنا المجال في الدخول في تفاصيل القضية من جوانبها الفنية والقانونية والمالية، فهذه باتت مقضية وتم الحديث عنها، ولكن الأمر يتعلق بالمشهد الإنساني لهذه الأسرة العزيزة الكريمة والمعروفة لأهل المنطقة الشرقية خاصة وأهل المملكة عموما، وأيدي الرجل البيضاء ومسيرته الكريمة، ما أرغب في قوله إن السعودية عود أولياء الأمور فيها أن العفو من شيم الكبار، وأن مكرمة استثنائية منهم بحق «العم» محمد المعجل وابنه عادل يتم فيها الاكتفاء بما حصل وعودتهم لبلادهم معززين ومكرمين، فذلك لن يكون غريبا عن السعودية وولاة الأمر فيها، التي عرف عنها عشرات المواقف بحق مواطنين ومقيمين وعفو عام يطال الكثيرين بدون استثناء، هنا لا ندخل في جوانب تفصيلية في القضية، فذلك ليس مجال البحث أبدا، ما نتحدث عنه هو إرسال رسالة عظيمة أن السعودية حاضنة دائمة لأهلها وأن مشاكلهم تحل داخل الدار، وهذه المسألة تأخذ بعدا في هذه الأوقات بشكل أهم بعد أن نما إلى علمي أن أبواق نظام الانقلاب في قطر وأتباعهم من الإخوان المسلمين وداعميهم في إيران يسلطون الضوء على كافة القضايا الجدلية في السعودية، وينوون إبراز القضايا الاقتصادية كما أبرزوا القضايا الدينية والطائفية والسياسية والاجتماعية، آل المعجل أسرة كريمة وعزيزة وسجلها المشرف وعصامية مؤسسها تشفع لهم، ويشهد على ذلك الأمر كل إنسان عرفهم وعاشرهم، والشفاعة عند أهل المكارم تلقى الإيجاب والقبول، هكذا تعودنا وهكذا نأمل.

الاقتصاد السعودي غني برجاله وصناع المجد فيه، وطنهم يبقى الحضن الأكبر لهم، الفرحة بمكرمة العفو ستلقى القبول وتلقى الشكر وتلقى التقدير لدى شرائح عريضة جدا من المجتمع السعودي، الذي عرف عنه التفاعل الإيجابي مع هكذا مبادرات، مكارم عفو من هذه النوعية تزيد من محبة المجتمع لصناع القرار، لإدراكه أن العقوبة لا تعني الانتقام وأن العفو الذي هو من مكارم الأخلاق يكون دوما عند المقدرة، كل الأمل والرجاء أن يكتب نهاية سعيدة في أحضان الوطن عما قريب للعم محمد المعجل وابنه عادل لغلق ملف حزين وتزول غصة من صدور أهل الشرقية ومجتمع الأعمال الكريم فيها.