-A +A
محمد أحمد الحساني
نقلت مواقع التواصل في الآونة الأخيرة لقطات حية تجسد ما وصل إليه بعض الناس من كفر بالنعمة وبطر وسفه، وهم يفعلون ذلك متوقعين نيلهم إعجاب أمثالهم غير مبالين باستهجان الذين يرون في أفعالهم بطراً قد يجعلهم مستحقين للوعيد الشديد الوارد في القرآن الكريم عن القرية التي بطرت معيشها فأذاقها الله لباس الجوع والخوف لأن بعض أهلها كفروا بنعمة الله فحق عليها وعلى أهلها القول فكان عاقبة أمرها خسراً.

لقد أطلعني أحد الأصدقاء على بعض تلك الصور الدالة على السفه والبطر فكان منها صورة شاب عربي يحرق أوراقاً مالية من فئة كبيرة ليشعل بها سيجارته حيث أضاع عدة آلاف حتى أتم ما أراده من سفه، وكان يفعل ذلك وهو مزهو لاسيما بعد أن وجد نفسه محاطاً بالمعجبين من جماعته الذين يبدو أن بعضهم يتمنى لو أنه كان مكانه ويستطيع أن يفعل مثله معتبراً أنه ذو حظ عظيم، وصورة أخرى لشاب يدخن سيجارة مطلية بالذهب عيار «24 قيراط» وقد أخرجها من صندوق مذهب مفاخراً بأن سيجارته قد كلفته عدة آلاف حتى تصبح مذهبة، والجامع بين السيجارتين هو إهدار مبالغ كانت كافية لإطعام ألف مسكين ولكنها أحرقت سفهاً وبطراً وكفراً بالنعمة.


ولم ينسَ المجتمع المحلي بعد صورة الذين استخدموا دهن العود الذي يباع الجيد منه بعشرات الآلاف من الريالات لغسل أيديهم من دهن الطعام الذي التهموه للتو وهم يتصايحون بفخر وحبور ما في داعي للصابون ما في داعي للماء!

وهناك صور أخرى أكبر وأسوأ يمارسها مترفون من السياح في بلدان العالم خلال الإجازات راسمين بذلك انطباعاً سيئاً عن أوطانهم التي تبرأ من أفعالهم ولكنها قد لا تردعهم بل تكتفي بإنكار تصرفاتهم وفق قاعدة «أضعف الإيمان» فإذا جاء يوم الحساب ووقع العذاب ذاق الجميع لباس الجوع والخوف «سنة الله في الذين خلوا من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا».