-A +A
عبدالرحمن اللاحم
دائماً مرضى العظمة الزائفة يعميهم جنونها عن قراءة اللحظة السياسية قراءة سليمة، فتأتي قراراتهم متأخرة جداً بعد أن تتهاوى عروشهم على رؤوسهم، فيأتي تفاعلهم بعد انتهاء اللعبة عندما تنقشع عن أعينهم غمة التكبر والتجبر، وللأسف العواصف لا تجرفهم وحدهم وإنما تجرف شعوبهم الذين لا حول لهم ولا قوة ولا يد لهم في شيء سوى أنهم ضحية لحاكم أهوج قرر أن يصارع الكبار فذهب مع الريح، ذلك ما حصل مع النظام القطري الغاشم المتكبر المتجبر كما صنع الطغاة من قبله، فصدام حسين أيام غزو الكويت أعماه الوهم بالعظمة فكانت بداية نهايته، وغيره الكثير من الطغاة الذين كانت نهايتهم مشابهة.

النظام القطري أعلن رفضه للمطالب العربية الثلاثة عشر والتي منها التخلي عن دعم الإرهاب والإرهابيين والمنظمات الإرهابية في العالم وأن تنضم إلى الركب العالمي الذي تشكل لمواجهة الإرهاب، عجزت أن تتفهم أن العالم تغير ولم يعد العالم الذي تعرفه قبل قمم الرياض، وإنما عالمها القديم قد ولى حيث كانت تعبث بأمن الدول ومستقبل الشعوب بشاشاتها الفضائية ومرتزقتها القادمين من كل حدب وصوب، لم يبق من ذلك العالم سوى الخراب والجثث والدمار والتطرف والإرهاب، لم يستطع قادة الدوحة أن يستوعبوا التحالف الجديد بقيمه الجديدة الذي لا مكان فيه للمغامرات الطفولية، إلا أنها اختارت أن تكون منفردة في مكان قصي معزولة عن العالم واختارت المجهول والقفز في الظلمة معرضة شعبها للخطر، لكن ذلك لا يهم الممسكين بتلابيب السلطة هناك، فبقاء عروشهم أولى من مستقبل أوطانهم ولا يهمهم ماذا سيقول التاريخ عنهم. هذه سيرة الطغاة عبر التاريخ؛ لا تتغير ولا تتبدل.