-A +A
إدريس الدريس
IdreesAldrees@

أخشى أن أقول إن قطر، وهي الشقيقة والجارة والتي تلتقي معنا ونلتقي معها في كثيرٍ من المشتركات، ماضية في المكابرة والعناد بما يدفعها لاحقاً للعزلة، لتجد نفسها وسط تجاذبات «الغوغائيين» الذين يتغلغلون -كما هو واضح- في مفاصل القرار ويسلمون واجهة قطر، وأعني الإعلام، لحشد من إخواننا من عرب الهلال الخصيب والذين يضرسون علينا ويحملون لنا الكثير من الحقد والاحتقار، علماً أن إقامتهم في لندن التي هي مطبخ المعارضين الدولي جعلت منهم -فوق ما هم عليه من غل- ألعوبة في يد المستعمر القديم، ويتضح ذلك جلياً منذ انطلاق قناة الجزيرة التي كانت تنجرف نحو خلخلة العالم العربي وإحداث الفوضى فيه بحجة حرية الرأي.


اليوم تنتهي المهلة التي حددتها دول المقاطعة العربية لقطر لكي ترعوي وتتراجع، لكن الواضح في سياق الأيام العشرة الماضية هو أن قطر تتخبط وتبحث لها عن مخرج ينقذ كما تدعي (سيادتها) المختطفة سلفاً، وقد لا تعلم أنها بمكابرتها وعنادها إنما ترهن سيادتها لمن هم ضدها حقيقة ولمن يتربصون الدوائر بدول مجلس التعاون الخليجي.

قد يدرك حمد بعد أن تقع الفأس في الرأس أنه قد جر قطر إلى ما لا تطيق وما لا قبل لها به، وذلك عندما استمرأ الحمدان مناطحة الشقيقة الكبرى، وسيدركان بعد فوات الأوان أنهما مارسا جنايتهما الكبرى على قطر وشعبها الشقيق وعلى تميم وشلته ممن ليس لهم من الأمر شيء وسيتذكرون جميعاً قول الأعشى:

كناطح صخرة يوماً ليوهنها

فلم يضرها وأوهى قرنها الوعل