-A +A
مي خالد
قلنا في الجزء السابق من المقال إن إغلاق برامج الانتساب والتعليم عن بعد جريمة في حق شباب الوطن.

خاصة في ظل صعوبة الالتحاق بالجامعات لارتفاع المعدلات وقلة المقاعد الجامعية ولأنه لاتوجد معاهد أو بدائل مجانية أو برسوم رمزية يستطيع الشاب والشابة التعلم عبر برامجها. إن هذه السياسة ستزج بمجموعة كبيرة من شبابنا وشاباتنا في أجمل أيام عمرهم للفراغ والفشل وتحولهم لعناصر ناقمة ومضادة للمجتمع. وتفاقم أعداد العاطلين والحزانى. فالتعليم حق إنساني للجميع ولا يجوز ربطه بسوق العمل خاصة حين يفعل ذلك تربوي متمرس في خبرة الدكتور العيسى. والعجيب أن التعليم حول العالم يتحول تدريجيا للتعليم عن بعد ويتوقع أن يتوقف التعليم النظامي في المدارس وينتقل للعالم الافتراضي. وتعتبر مهنة التعليم عن بعد إحدى عشرة وظيفة يتوقع لها الخبراء مستقبلا باهرا.


كما أني لا أعرف كيف يعيق الانتساب والتعليم عن بعد جودة التعليم المنتظم؟ وهل هناك أبحاث أو دراسات تؤكد نظرية الوزير العجيبة؟

في الواقع وحسب المشاهدات فإن الانتساب والتعليم عن بعد يدران على الجامعات مبالغ للتشغيل والاستغناء عن جزء من الميزانية التي تدفعها الدولة وتحسن من دخل الأكاديميين.

وجميع دول العالم تعتبر التعليم عن بعد أو الانتساب بدائل للأشخاص غير القادرين على الذهاب إلى مؤسسات تعليميّة لظرف ما يمنعهم عن ذلك؛ حيث تعمل هذه الطريقة على توظيف قدرات الأشخاص بل وتنميتها بدلاً من إهدارها وتضييعها كما يخطط الوزير!

قبل سياسات المنع والإيقاف التي تنتهجها الوزارة في عهد الوزير العيسى عليها أولا أن توجد بدائل للشباب. توجد فرصا أخرى قبل منعهم من الحصول على حقهم الإنساني في التعليم. وقبل محاولة إصلاح جودة التعليم وتحويل المقررات الورقية إلى إلكترونية عليها أن تراجع مشكلة بوابة تكامل التي فشلوا في ضمها إلى نور ولا أعرف كيف سينجحون في تحويل المقررات!

الأمر الوحيد الذي سعت الوزارة لمنحه للمعلمين هو التأمين الطبي، وللأسف فشلت في ذلك أيضا. وعزف المعلمون عن الانضمام لباقات التأمين الباهظة التي أطلقتها الوزارة وتستقطع جزءا كبيرا من رواتبهم.

يا للفشل وخيبة الأمل ياوزارة التعليم.