-A +A
عبدالرحمن اللاحم
يظل أبرز الشخصيات التي ظهرت وقت الغزو الأمريكي للعراق كان محمد سعيد الصحاف وزير الإعلام في ذلك الوقت، حيث كان يملأ الدنيا ضجيجاً في الفضائيات بتصريحات نارية الهدف منها تخدير الشعب العراقي وتضليله وتزوير الوقائع التي تحدث على الأرض، كان يبيع الكذب والدجل على الشعب ويمنيهم بنصر مبين، إلا أن ذلك النصر المزعوم لم يكن سوى هزيمة سريعة، إذ تداعت كل مؤسسات الدولة في وقت قصير وقُبض على رأس النظام في حفرة وتساقطت كل قيادات النظام بما فيهم الصحاف نفسه، وأصبح الشعب العراقي على الحقيقة المرة التي كان يحجبها عنه وزير إعلامهم واكتشفوا الزيف والدجل.

ما يحدث من الأبواق القطرية الإعلامية المستأجرة ليس ببعيد عن ما فعله الصحاف، فمذيعو قناة الجزيرة المرتزقة يقومون بذات الدور بشراسة ويمارسون ذلك التضليل، بل إنهم انتقلوا من الشاشة إلى مواقع التواصل الاجتماعي لإخراج قيئهم القذر ومهاجمة الخليج وإعلامه بلغة عدائية منبته من الأخلاق والقيم، ومتى كانت تلك الفئة المرتزقة تؤمن بقيم وهي تبدل ولاءها كما يبدل أحدنا جُبته فهم قوم يلهثون خلف المال ويبيعون كل شيء من أجله حتى أوطانهم الأصلية التي تنكروا لها وحشروا أنوفهم في قضايا خليجية داخلية والهدف منها إعاقة أي انفراج في الأزمة الخليجية مع النظام القطري وفق رؤية الدول العربية الأربع، لأن ذلك يعني أن يخرجوا من حالة الترف والبذخ الأسطورية التي يعيشونها في الدوحة، فرضوخ النظام القطري لمطالب الدول العربية لتخلي الدوحة عن دعم الإرهاب وتمويله يعني إخراجهم من اللعبة وتهميش دورهم، فهم عندما يستأسدون في الهجوم ببذاءة على الدول الخليجية إنما يدافعون عن أنفسهم لا عن قطر ولا عن الشعب القطري والذي لازال صوته غائباً تماماً وسط ضجيج أصوات المرتزقة وعَبَدة الريال القطري.