-A +A
أسامة يماني
@ osamayamani

يريد البعض أن ينحو بنا منحى إيران فيقسم أبناء الوطن ويتبنى أيديولوجيات وأفكارا ومعتقدات وآراء تجعل التعامل معها مستحيلا أو غير ممكن، وقد شرح وزير الخارجية السعودي في حديث له أن الدولة السعودية حريصة على التنمية ورفاهية أبنائها ولها جذور متأصلة لصيقة بشعبها وبيئتها ومحيطها، وهي دولة موحدة براغماتية وواقعية وعملية في نهجها السياسي والتنموي، متوازنة وليست دولة أيديولوجية، وليس لها طموح خارج حدودها، فلديها أراض واسعة وموارد تكفيها وتعداد مريح، فالسعودية دولة ترغب في العيش بسلام وترغب في أن تعيش في منطقة آمنة حتى يتسنى لها رفع مستوى معيشة شعبها، وأن السعودية ليست كما يعتقد البعض دولة محافظة غير قابلة للتغيير والتطوير، فلم يكن هناك تعليم للفتيات والبنات في أواخر الخمسينات في حين أصبح اليوم نسبة الفتيات الملتحقات بالمدارس والجامعات والمنشآت التعليمية مقارنة بالذكور (٥٥٪‏) لصالح البنات، وتحولت السعودية من فكرة القبيلة إلى الدولة الحديثة ذات البنية التحتية المتطورة وذات القوانين والأنظمة الحديثة خلال 70 عاماً، أنجزت السعودية خلالها الكثير من التغيير والتطوير. نعم السعودية تسير نحو تحقيق المزيد والمزيد من الإنجازات والتطوير والتقدم بالرغم من وجود بعض الحركيين والظلاميين الذين يريدون أن ينتزعوها ويبعدوها عن هذا المسار، ويجعلوا منها مثل إيران منغلقة على نفسها منشغلة بشؤون جيرانها على حساب مواطنيها.


الطريق للمستقبل لن يكون بالرجوع للماضي ولا بالعصبية والمذهبية والأيديولوجية المنغلقة، وإنما بالبناء والتشييد والعمران والانفتاح على العالم. قال تعالى: «يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكرٍ وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير (الحجرات 13)»، فمنهج إيران قائم على الكراهية للعرب وعلى التوسع والتدخل في شؤون دول الجوار وهضم حقوق الأقليات وعدم الاعتراف بحقوقهم المشروعة، فهي دولة لا تتردد في ارتكاب المجازر في حق شعبها. إيران تنتهك حقوق كل إنسان مخالف لنهجها الأيديولوجي الظلامي المنكفئ على نفسه، كل ذلك أوصلها إلى ما هي عليه الآن من إفقار لشعبها وجعلها دولة غير مكتملة الأهلية تخضع للرقابة الدولية والإشراف الدولي على منشآتها النووية، دولة تعتبر مارقة على القانون الدولي وهي مصنفة كدولة من الدول الراعية للإرهاب. إيران نحت نحو إشغال شعبها بالأعداء والشياطين الذين اختلقتهم وصرفت الأموال الطائلة بهدف التوسع وبناء إمبراطورية الماضي السحيق.

الأيديولوجية والتشدد والتطرف وثقافة الحروب والتدخل في شؤون دول الجوار بهدف التوسع أو تقويض أمنها، لن يحقق للشعوب النماء والرخاء، وإنما الهدم والدمار والتشريد والعبر، والأدلة على ذلك واضحة وجلية فما أصاب العراق من نكبات كان بسبب سياسات التوسع والعدوان، وكذلك الحال في سورية وتدخلها في لبنان وإساءتها لدول الجوار حتى أصبحت سورية مقسمة مدمرة. وإيران مثال ظاهر واضح على ما تتسبب فيه الأيديولوجية المنغلقة من مصائب ونوائب وصروف، غير أن ذلك ليس بالأمر الذي يردع هؤلاء الذين يريدون أن يختطفوا الوطن وما يقومون به ظاهر جلي أبلج لكل ذي بصيرة وعقل، فهم يتطلعون ويرغبون في السلطة والمال حتى لو كان ذلك على حساب الوطن.

السعودية ليست إيران المؤدلجة المارقة عن القانون الدولي. السعودية الدولة التي تقدم يد العون لجيرانها والعالم، فهي ليست إيران التي ما حلت بمكان إلا زاد فقرا ودمارا وتقسيما وكراهية، السعودية ليست إيران التي ترفع الشعارات الكاذبة مثل القضاء على إسرائيل وما تقوم به على أرض الواقع هو عكس ما تقوله. السعودية دولة حديثة تحترم القانون الدولي تسعى إلى السلام والأمن ورفعة ومصلحة شعبها. يجب أن يفيق من يظن أنه يستطيع أن يمنع السعودية عن البناء والتعمير والتقدم والرفعة مهما كانت الشعارات المرفوعة فقد تغيرت قواعد اللعبة، ولن يتمكن أولئك من إرجاع الوطن للوراء والماضي الذي اختلقوه بعيداً عن واقعه. فقد اختارت القيادة وشعبها التعمير والبناء والسلام وما يحققه ذلك من رخاء وازدهار... والله ولى التوفيق.