-A +A
محمد سعود (الرياض)
mohamdsaud@

48 ساعة قضاها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في السعودية كانت كفيلة لتكون الساعات الأبرز على مستوى العالم، ووجهت أنظار الدول والإعلام في شتى بقاع الأرض صوب العاصمة السعودية الرياض، ولم تكن زيارة ترمب للرياض عابرة، بل مغايرة لما سبقها من زيارات خلال الثماني سنوات الماضية، كونها حملت اتفاقات وشراكات بين السعودية وأمريكا، وشهدت انعقاد ثلاث قمم «سعودية - أمريكية، وخليجية – أمريكية، وعربية إسلامية -أمريكية»، أبرزت المكانة الإسلامية والسياسية الدولية للسعودية، واعتبارها عنصراً مهماً وأساسياً في دول منطقة الشرق الأوسط.


وأظهرت الـ48 ساعة التي قضاها ترمب في الرياض، الدور الريادي للمملكة، والتطور الذي تعيشه، والدقة في الإعداد والتنظيم، وحسن الاستقبال، والإرث التاريخي الذي تزخر به المملكة، بل إنه غادرها مبهوراً من ما وجده فيها، حتى إنه وصف المملكة بـ«العظيمة».

وتأتي زيارة ترمب امتداداً للعلاقات التاريخية بين بلاده والمملكة، إذ استشهد باللقاء التاريخي الذي جمع الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن والرئيس الأمريكي روزفلت، الذي انطلقت بعده رحلة الشراكة التاريخية طويلة المدى بين البلدين.

وعندما يقول ترمب: «اخترت أن تكون أول زيارة خارج بلادي إلى قلب العالم الإسلامي إلى المملكة راعية الحرمين الشريفين وقبلة العالم الإٍسلامي»، فإنه بذلك يوجه رسالة للعالم أجمع أن الرياض رسمت خريطة جديدة لما سيكون عليه وضع العالم مستقبلاً، وما هو دور المملكة المؤثر في صناعة القرارات المصيرية، التي تسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار العالمي، وحماية الشعوب من الإرهاب ومن يغذيه ويحتضنه.

وركزت وسائل الإعلام العالمية برامجها وصفحاتها للحديث عن الرياض واستضافتها للقمم الثلاث، وتوقيع الاتفاقات والفرص الاستثمارية بين المملكة وأمريكا التي تفوق قيمتها الإجمالية 350 مليار دولار، لنقل المعرفة وتوطين التقنية وبناء استثمارات وصناعات واعدة، ستوفر مئات الآلاف من فرص العمل في كلا البلدين، وأبرزها اتفاق شراكة لتصنيع طائرات بلاك هوك العمودية في المملكة، و4 اتفاقات في مجال الصناعات العسكرية.

واختار الرئيس الأمريكي الرياض لتكون عوناً له في مكافحة الإرهاب، لنجاحها في تقليم أظافر الجماعات المتطرفة طوال السنوات الماضية، حتى أنها أضحت نموذجاً دولياً في مكافحة الإرهاب، إذ وقع ترمب مذكرة تفاهم مع دول مجلس التعاون الخليجي لتأسيس مركز لاستهداف تمويل الإرهاب.