شاب يلتقط صورة في المنتدى التنفيذي السعودي الأمريكي.  (رويترز)
شاب يلتقط صورة في المنتدى التنفيذي السعودي الأمريكي. (رويترز)
-A +A
حسن النجراني (المدينة المنورة) hnjrani@
صبرت المملكة على طيش الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما طويلا، رغم أنها ظلت تمد يدها وتقدم النوايا الحسنة للولايات المتحدة الأمريكية في محاولة حلحلة قضايا الشرق الأوسط وكف اليد الإيرانية عن العبث، لكن ذلك لم يكن كافيا لدفع أوباما للعمل مع الرياض كشريك إستراتيجي رغم أن الشراكة بين الأمتين بلغت عقود، إذ بدأت منذ العام 1945م.

«كبرياء الرياض وزهوها» تعيشه اليوم في أوجه فهي التي تستقبل الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترمب وتعمل على عقد العديد من الشراكات السياسية والاقتصادية والأمنية ومنح العديد من الشركات الأمريكية رخصة للعمل في المملكة، لتؤكد صدقها التي دأبت عليه في مد اليد مرة أخرى، لكن هذه المرة على هيئة شراكة إستراتيجية تجعل من المستقبل أكثر قوة بين الأمتين السعودية والأمريكية، كما قال الرئيس الأمريكي الأسبق روزفلت وهو يوقع اتفاقيات الشراكة مع الملك عبدالعزيز رحمه الله، إنه يتطلع «إلى اليوم الذي تناقش فيه أمريكا والسعودية شؤونهما كأصدقاء».


روزفلت كان بعيد النظر وهو يوقع هذه الاتفاقية بقوله «أغدق الله على الجزيرة العربية بالمطر قديما، وأغدق عليها النفط في العصور الحديثة، ابن سعود يحب الخير لشعبه وللآخرين» وظل «ابن سعود» وأبناؤه يدفعون العلاقات إلى اتجاهات أكثر إشراقاً، وكان لا بد لهذه الشراكة من تقلبات وتحديات تواجهها، وبحسب تغريدات للمحلل الأكاديمي الدكتور عبدالله الطاير، إذ يقول "إن التقلبات شهدتها العلاقة بين البلدين بلغت أوجها في قطع إمدادات النفط بسبب العدوان على مصر، وكذلك عقب هجمات سبتمبر 2001م، لكن العلاقات ما تلبث أن تعود أقوى من أي وقت مضى.

ويعتبر مدير جامعة طيبة الدكتور عبدالعزيز السراني أن «اختيار المملكة كوجهة أولى وعقد قمم ثلاث فيها يؤكد علاقتها الوطيدة بأمريكا وأنها حليف إستراتيجي للولايات المتحدة الأمريكية منذ عقود».

وأضاف أن «العلاقات بين البلدين تعمل على إرساء دعائم الاستقرار وستعمل هذه القمم على مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف وجلب السلام لمنطقة الشرق الأوسط وإيقاف العبث الإيراني في المنطقة ومواجهة رموز ومليشيات التطرف»، لافتا إلى أن نحو 50 زعيما خليجيا وعربيا وإسلاميا سيكونون مشاركين في هذه القمة التي يترقبها العالم.

وأكد السراني أن القمة ستبني جسور التفاهم والتعاون بين دول العالم وستقوي دعائم الأمن والاستقرار بالمنطقة كما سينعكس هذا التفاهم بين بلدان العالم في تحقيق الأمن والسلم العالمي، داعيا الله أن يسدد خادم الحرمين الشريفين، وأن يحفظه ويحفظ سمو ولي عهده وسمو النائب الثاني وأن تحقق مخرجات القمم الثلاث ما تصبو إليه القيادة الرشيدة.

أستاذ الاقتصاد بجامعة طيبة الدكتور جريبة بن أحمد الحارثي يؤكد على أن اختيار الرئيس الأمريكي ترمب للمملكة كأول محطة لزياراته الخارجية له دلالات واضحة؛ إذ إن لتلك الزيارة أبعادا سياسية وأمنية، أهمها ذلك الدور المحوري للمملكة في العالم العربي والإسلامي، ومحاصرة السياسة الإيرانية العدوانية في المنطقة، وتحجيمها.

وأضاف الحارثي أن هذه الزيارة تحمل أبعادا اقتصادية في مجالات عدة، ومن أهم ذلك المجال الاستثماري، ومجال التقنية، والبنية التحية، ومن الجوانب المهمة مجال الابتداع والابتكار، إذ يرافق ترمب عشرات من المبدعين والعاملين في مراكز الأبحاث والجامعات وفي شركات التقنية، مما يسهم في تحقيق رؤية المملكة (2030) نحو توطين التقنية، ودعم الإبداع والابتكار في المجتمع السعودي، وسيتم توقيع العديد من الشراكات الاستثمارية النوعية بين المملكة والولايات المتحدة في العديد من المجالات الاقتصادية، التي من المتوقع أن يكون لها أثر كبير في دعم مشروعات التنمية داخل المملكة.