-A +A
هاني الظاهري
يستضيف اليوم «ملتقى مغردون» الذي تنظمه مؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية «مسك» الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ليس بصفته الرسمية فحسب وإنما بصفته مغرداً كان ولا يزال نشطا عبر شبكة التواصل الاجتماعي تويتر.

يقام الملتقى هذا العام في فندق الريتز كارلتون بحي السفارات المطل على وادي حنيفة ليأخذ بعداً تاريخياً وجغرافياً يضاف للبعد السياسي الذي تمثله زيارة الرئيس ترمب للسعودية، وهي لفتة رائعة من مؤسسة مسك التي أثبتت أنها الأعلى كعبا على مستوى الشرق الأوسط في تنشيط الحراك الثقافي والاقتصادي وتنظيم الملتقيات والمنتديات الدولية الكبرى باحترافية ورؤية فارقة تخدم سمعة المملكة عالميا وتضع العاصمة السعودية في مقدمة الوجهات الدولية لقادة الرأي والأعمال والثقافة، وهو دور ظل طوال سنوات بحاجة لمن ينهض به لكنه على ما يبدو أمر مقدر لهذه المؤسسة المفعمة بالحيوية والطموح وروح الشباب.


قبل أن يفوز الرئيس دونالد ترمب بمنصب الرئاسة استخدم تويتر كسلاح شخصي في معركته مع وسائل الإعلام التي عملت طوال عامين على النيل منه ومحاولة الإطاحة بصورته وسمعته لدى الناخبين، كان مقاتلا شرسا وساخرا بشكل استثنائي في تغريداته التي تمكنت من إسقاط كل المؤامرات الإعلامية المحاكة ضده في أعرق وأشهر وسائل الإعلام العالمية، لينتصر أخيرا ويدخل البيت الأبيض حاملا لقب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية.

تجربة ترمب في تويتر ملهمة بحق، خصوصا أنه لطالما قوبل بانتقادات واسعة بسبب كثرة تغريداته وتلقائيتها، وقد ذكرت بعض التقارير خلال حملته الرئاسية أنه كان يغرد بنفسه وبشكل عفوي دون أن تخضع تغريداته لمراجعة فريق حملته، وهذا كان يشكل هاجساً مقلقاً لذلك الفريق، ولم يتوقف الأمر بعد فوزه، إذ أطلق الرئيس ترمب نحو 90 تغريدة خلال أول 15 يوماً من رئاسته، وهو رقم كبير جداً بالنسبة لمغرد عادي فكيف يمكن تصور الموضوع وهذا العدد من التغريدات يخص قائداً لأقوى دولة في العالم.

في لقاء أجرته معه قناة فوكس نيوز منتصف شهر مارس الماضي دافع ترمب عن استخدامه المنتظم لـ«تويتر» معتبرا أن ذلك يسمح له بالتوجه مباشرة إلى مواطنيه دون الاستعانة بالإعلام الأمريكي «غير النزيه»، مضيفاً: «لولا تويتر لما كنت هنا على ما أظن»، وكان ترمب قد وصف قبلها الإعلام الأمريكي الذي يزيف الأخبار للنيل منه بأنه «عدو للشعب»، وأوضح: «عندما يكون هناك نحو 100 مليون شخص يتابعونني على تويتر وأيضا فيسبوك وأنستجرام.. إذن لدي وسيلة إعلام خاصة بي»، وزاد: «لم يتعرض أحد في التاريخ لتغطية إعلامية غير نزيهة كما هي الحال بالنسبة لي».

كل ما سبق يجعل من استضافة ترمب في ملتقى مغردون «ضربة معلم» من القائمين على مؤسسة مسك الخيرية، وخطوة جبارة تستحق الإشادة والتصفيق طويلا.