-A +A
فهد البندر
لم يجد بعض إعلاميي النصر سبيلا لإبراز الحقيقة، يوم تتويج البطل أمام الفرقة النصراوية، وانهيار لاعبي النصر واستسلامهم أمام عنفوان الفرقاطة الزرقاء، بل حاولوا استغفال الجماهير الصفراء بأن النتيجة الكارثية التي اقترفها الهجوم الأزرق في الشباك الصفراء، إنما سببها هو اضطهاد جماهير النصر وإذلالهم في مدرجات الدرّة، وكأن الجماهير هم الذين نزلوا أرض الميدان و(أكلوا الخمسة).

لا جديد في هذا الشأن، فقد دأبت الإدارات النصراوية المتعاقبة على صناعة أفلام الأكشن في أعقاب النتائج المحبطة، إيهاما للجماهير العاشقة وذرّاً للرماد في العيون، وقد اعترف بها أحد رؤساء النصر في أحد البرامج الرياضية من قبل، الغريب في الأمر هو التسابق المحموم على كتابة المقالات صبيحة يوم المباراة، وملء الأعمدة التي ضجُّ بالبكاء وادعاء المظلومية، في حين لم يعرّج أحدهم على الحال السيئة التي ظهر بها لاعبو الفريق أثناء المباراة، ولم ينصفوا الفريق الكبير الذي توج بكل جدارة واستحقاق ولم يقولوا له ولعشاقه كلمة (مبروك)، التي ضجّت بها الأوساط الرياضية في كل أنحاء العالم وعلى رأسها الاتحاد الدولي(فيفا)، بينما لم نجد على أرض الواقع أخطاء ارتكبها الهلاليون إدارة ولاعبين وجماهير، بل شاهدنا الجماهير الكبيرة تواسي أشقاءها الذين خرجوا بعد الهدف الخامس تاركين مقاعدهم خاوية، فسلموا عليهم وصافحوهم واحتضنوهم وخففوا عنهم من وقع الكارثة التي كان سببها الإدارة المتخبطة والإعلام المتشنج، الذي لا يسمي الأشياء بأسمائها، وهم في المواسم الماضية من وضعوا أيديهم على أنوفهم في حركةٍ أساءت للتنافس الشريف وتفوهوا بتفاهات لا تتواءم والرياضة ولا تتلاءم.


مؤسفٌ أن يغيب اللاعب الكبير عمر السومة عن فريقه بسبب الإصابة التي نتمنى ألا تفقدنا متعة متابعته طويلاً، والمؤسف أيضا عدم اعتراف بعض إعلاميي الأهلي بخطورة هذا الغياب على فريقهم، بل عدم الاعتراف بعدم وجود فريقهم في المنافسة قبل حضور هذا اللاعب المميز بين صفوفه، اللاعب الذي لولاه لما تحقق للأهلي ما تحقق.

وقفة:

أمجاد الزعيم الهلالي طوفانٌ لا يقف في طريقه شيء، تعددت الوجوه ودارت الأيام والبطل ثابتٌ، لا تتغيّر ثوابته في تجدد الطموحات، وحصد الألقاب من خلال التنافس الشريف، دون التهكّم والاستهزاءات بمجهودات الآخرين وإنجازاتهم ولنا في احتفالهم بلقبهم الأخير خير دليل إذ خلا من الإساءات للآخرين بكل أشكالها.