-A +A
عبدالرحمن اللاحم
@allahim

كثيرة هي الملفات التي تناولها الأمير محمد بن سلمان في لقائه التلفزيوني البارحة الأولى، والتي شملت الجوانب السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وأكد فيها على مضامين رؤية 2030 بإحصاءات وأرقام واضحة ودقيقة، تؤكد أن الرؤية إنما أعلنت لتنفذ وتنقل هذا البلد إلى المستقبل، والأهم من وجهة نظري هي الرسائل التي ضمنها كلامه، والتي تؤكد المراجعة المستمرة لبرامج الرؤية وأنها ليست نصا مقدسا وإنما اجتهادات بشرية ورؤية تنموية تمت دراستها بكل عناية واحترافية، إلا أنها ومع ذلك فهي خاضعة للتقييم المستمر عندما تجسد على الأرض، ومعالجة أي خلل قد يظهر فيها أثناء التطبيق؛ لأن الهدف في النهاية هو الوصول إلى حلول عملية للتعاطي مع الملفات الوطنية التنموية والاجتماعية والسياسية، وهذا يؤكد مرونة برامج الرؤية التي تم إطلاقها أو التي ما زالت قيد الدراسة لدى مجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية.


اللقاء أعطى دفعة تفاؤلية عالية في الشارع، وهو ما تحتاجه أفكار وبرامج الرؤية؛ لأنه لابد أن يكون هناك تفاعل من قبل كافة الشرائح الاجتماعية معها ومع مخرجاتها، وحتى يتم قطع الطريق على المتذمرين في الأرض الذين ملأوا الدنيا سوداوية وإحباطا وأشاعوا حالة من السلبية والقنوط لدى المجتمع، سواء كانوا من الكُتاب والمغردين الشعبويين أو من جماعات الإسلام السياسي، وتلك الفئتان هما الخاسر الأكبر ليلة البارحة لأن الأمير واجه بشجاعة كل أطروحاتهم التي يروجون لها لتعطيل مسيرة تنفيذ إستراتيجيات الرؤية بطرح واضح وصريح وبأرقام وإحصاءات وليس بكلام عاطفي وحسب، كما يفعل أولئك القوم.

لقد رسم الأمير خريطة الطريق لهذا الوطن لمستقبل نستحقه جميعا ويستحقه أطفالنا الذين سيعيشون بإذن الله حياة طبيعية كبقية البشر في هذا الكوكب، دون وصاية لأحد على عقولهم أو خياراتهم.