-A +A
إدريس الدريس
الذين يعرفون سلمان بن عبدالعزيز أميراً لسنوات طوال ثم ملكاً لهذه البلاد يدركون جيداً كيف أن هذا الإنسان قد تربى منذ صغره على هاجس زرع السعادة ونثرها في الأرجاء، وهم يعرفون جيداً أن هذا السلوك جبلة نشأت معه وليست تكلفاً يمارسه بحكم منصبه.

والذين تعايشوا خلال العقود الخمسة الماضية يتذكرون شعار «ادفع ريالاً تنقذ عربياً» ويتذكرون «ريال فلسطين» ومن هم مثلي يتذكرون وهم صغار في المرحلة الابتدائية كيف كانت تتم تربيتنا على استشعار الأخوة العربية، وكذلك الإحساس والتعاطف مع القضية الفلسطينية، وكل ذلك لم يكن شعاراً للاستهلاك ولكن كان ملزماً بالتطبيق حتى على الطلاب الصغار الذين لم يكن يتم تسليمهم شهادات النجاح الدراسية إلا بعد أن يقوم الطالب الطفل بدفع ريال فلسطين.


ولما كبر هذا الطالب وجد أن عراب التكافل الفلسطيني والقومي وكذلك العون الإسلامي والإنساني إنما هو أمير الرياض وأمير الإنسانية سلمان بن عبدالعزيز، الذي رعى وتبنى العديد من جمعيات ومؤسسات الإغاثة والبر والإعانة في الداخل والخارج وأن هذا الرجل الإنسان إنما يتكئ على قدر وافر من المشاعر التي تجعله دائماً مهموما بهاجس التكافل الاجتماعي والعون الإنساني.

فإذا كان الذين يعرفون ذلك عن الأمير /‏ الملك سلمان بن عبدالعزيز فإنهم لا يندهشون عندما أمطرت سماؤه أمس الأول حزمة مبهجة من القرارات والأوامر الملكية التي قضت بإعادة جميع البدلات والمكافآت والمزايا المالية لموظفي الدولة من مدنيين وعسكريين، إلى جانب صرف راتب شهرين كمكافأة للمشاركين الفعليين في الصفوف الأمامية لعمليتي عاصفة الحزم وإعادة الأمل، هذا إلى جانب مراعاته يحفظه الله لظروف الطلاب والطالبات من خلال قرار تحديد اختبارات الفصل الدراسي الحالي قبل بداية رمضان.

وإلى جانب كل ذلك فقد جاءت قرارات تعيين عدد من أمراء المناطق ونواب الأمراء والوزراء لتنفض غبار التغيير الإيجابي على المناطق وعلى بعض الوزارات، ثم أتبع ذلك بإطلاقه - عبر أحد الأوامر الملكية - رسالة التحذير لكل مسؤول يستغل منصبه بما لذلك من النفوذ والسلطة وارتكاب التجاوزات وذلك ليدرك كل مسؤول في الدولة بأن عاصفة الحزم ماضية الى اقتلاع جذور الفساد وإحالة المقصرين إلى التحقيق.

إن الذين يعرفون سماحة الملك سلمان وعطفه الأبوي والإنساني لا يمكن لهم إغفال عزمه وحزمه وانضباطه الصارم الذي عرف به أميراً وملكاً.