-A +A
علي محمد الرابغي
وما زالت إيران (الشيطان الحقيقي) تُمارس العربدة والفجور اللا إنساني وتصدر القتل في الشرق الأوسط تحت وطأة العقدة التاريخية.. عقدة الانكسار والانحطاط وذوبان الذات واندثار الإرث وتلاشي الهيمنة الفارسية.. وانحدارها تحت وطأة المد الإسلامي العمري.. وظلت هذه العقدة كامنة والفرس الجدد يتحينون الفرص لهزيمة الإسلام والخروج من تحت عباءته الإيمانية.. فراحت ترسم عبر الأيام مخططها الخبيث.. يساندها فيه أعداء الإسلام.. فالكفر ملة واحدة.. وهيئ لها حال الأمة العربية والإسلامية من التفكك والانكفاء على الذات والتبعية.

كما قال الشاعر العربي.. خلا لك الجو فبيضي واصفري


وأسهم في ذلك موات الضمير العالمي الذي ما زال يغط في سباته الليلي.. وحالة انعدام الوزن الذي يغشى الساسة في العالم.. فأمريكا مشغولة بترتيب البيت من الداخل في العهد الترامبي .. وأوروبا القارة العجوز ما زالت تحت وطأة الانفصام ورسم معالم جديدة تحفظ بها ماء الوجه وتتقي شر الانشطار والتشرذم.

روسيا والبحث عن الهوية:

في ظل كل ذلك، أخذ بوتين وريث القيصرية يحاول تثبيت دعائمه.. ويعبث بمقدرات العالم العربي والإسلامي.. ووجدت فيه إيران ضالتها. (وافق شن طبقه).. وهكذا تفشت الأحقاد.. وأصبح القتل والتصفية الجسدية هي سيدة الموقف في الشام.. وفي العراق وفي الأهواز وفي اليمن وفي ليبيا وفي القارة السوداء.. وأصبحت التصفية الجسدية والقتل الجماعي بالطائرات.. وضياع المسؤولية.. فالعراق يحمل طائرات التحالف المسؤولية.. وقوات التحالف تتبرأ من ذلك وتلقي اللوم على داعش.. وآلاف الجثث تشخص إلى السماء.. تشكو ظلم وجور الإنسان.. فلا حرمة للموت ولا للأموات.. فالجثث تدفع إلى حفرة هائلة وبالجرافات يهال عليها التراب.. أي بوهيمية هذه.. وأي حقد وسوداوية.. دون هيبة وخوف من رب العباد وأن الله لهم بالمرصاد.

فاجعة الموصل:

الموصل حالة خاصة.. لأنها منطقة سنية بحتة.. فتقدر نسبة السنة العرب أكثر من 90%.. وهي مدينة كبيرة حيث تعد ثاني مدينة بالعراق بعد بغداد من حيث تعداد السكان.. وقد تكالبت عليها الأمم جميعاً.. ودخلوها بطريقة الأرض المحروقة.. وهذه الطريقة قد أفضت إلى تدمير معظم أرجاء الموصل.. من المباني والبنى التحتية.. برغم سلمية أهلها وانخراطهم في أعمالهم وتجاراتهم بعيداً عن معتركات السياسة.. فلم يبق من مدينتهم نتاج هذا التدمير سوى الساحل الأيمن، وهو يعد مساحة صغيرة من هذه المدينة المعروفة بتاريخها وثقافتها.

ما يجري لأهل مدينة الموصل العراقية ذات الأغلبية السنية من مجازر متتابعة على أيدي قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة وعلى أيدي ميليشيات الحشد الشيعي التابع للجيش العراقي لا يمكن فصله عن الحرب الدائرة ضد أهل السنة في المنطقة التي تقودها إيران وميليشياتها.. الجديد أن الحرب انضمت إليها قوى دولية أصبحت ترى أن أهل السنة يمثلون خطرا على مخططاتها وأن عليهم استئصالهم تحت ذريعة «دعم الإرهاب» من أجل إفساح الطريق أمام التحالف الصليبي ـ الرافضي الذي يسعى لتقاسم النفوذ في المنطقة.

منذ دخول القوات الأمريكية إلى العراق عقب الإطاحة بنظام صدام حسين تم التركيز على أهل السنة ووصمهم «بالإرهاب» بدعوى أنهم كانوا حلفاء لصدام حسين.. وتم تهميشهم سياسيا لصالح الشيعة الذين تعاونوا مع الاحتلال الأمريكي فكانت جائزتهم الوصول للحكم وتكوين ميليشيات طائفية تمارس القتل والتهجير ضد أهل السنة وتعزلهم في مناطق محدودة والترويج بأنهم أقلية.

إن ما يحدث فى الموصل هدفه تصفية أهل السنة وليس قتال داعش.. فلو أرادوا لأخرجوها بسهولة وبقيت المدينة على حالها وأهلها في أمان.. لكن كان هدفهم هو التدمير والتهجير.

الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين:

ناشد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الأمة الإسلامية والمنظمات العالمية والإنسانية لنجدة الموصل المدينة العراقية التي تتعرض للإبادة.. وقال الاتحاد في بيان صادر عنه إنه يستنهض همم شعوب العالم للتبرع والجود بما يتيسر لهم والقيام بالواجب الإنساني نحو إخوانهم في الإنسانية.. كما طالب البيان العلماء والإعلاميين والمفكرين والكتاب والصحفيين بالقيام بدورهم لإنقاذ هذه المدينة التاريخية الباسلة.. وجدد مطالبة المنظمات الإنسانية، ومنظمات حقوق الإنسان بالقيام بدورها في إنقاذ شعب الموصل مما يتعرض له من جرائم مستمرة.. فهل من مجيب.. لا حول ولا قوة إلا بالله.. حسبي الله ونعم الوكيل.

abido13@yahoo.com