-A +A
فهد البندر

@fahadalbandar



قلةٌ هم الذين لا يعلمون مدى عمق العلاقات بين الشعبين السعودي والعراقي، والمحبة القوية بين الشعبين اللذين تربطهما علاقات تاريخية وعرقية أقوى من أن تخترقها أو تشوبها الشوائب والمنغصات التي دائما ما تصطدم بمتانة هذه العلاقات الأزلية.


أتذكّر عندما لعب المنتخب العراقي في بطولة كأس العالم للشباب التي نظمتها السعودية عام 1989 وكانت مجموعته في مدينة الطائف، لعب العراقيون وكأنهم في بغداد ووجدوا من التشجيع والحب ما كانوا سيجدونه في بلادهم وأكثر. العراقيون اليوم في ظل تزمّت الاتحاد الآسيوي ومنعه لمنتخبهم من اللعب على أرضه، لا يجدون بلداً عربياً يلعبون فيه بسبب البعد وإجراءات التأشيرات، ما حداهم على اللعب في البلدان القريبة لسهولة وصول الجماهير، ينكأون جراح الماضي وهم على مضض، وليت المسؤولين عن الرياضة في المملكة العربية السعودية، التي شمل خيرها وعطفها كل البلدان الشقيقة والصديقة أن يلتفتوا لهذا الأمر، لكي يلعب العراقيون على أرض أطهر بقاع الدنيا، وبين محبيهم وأشقائهم الذين لا تغيّرهم السياسات المتعاقبة ولا حماقات المتصيدين في المياه العكرة، لتعكير صفو مشارب الشعبين المترابطَين.

مرحبا بالعراق والعراقيين في بلاد الخير، مرحبا بهم بيننا إخوة أعزاء كرام، وأرجو أن نكون في استقبالنا لهم عند حسن ظنهم بنا.

اليوم يفرض التنافس الشريف نفسه ويتجلى الغرض الحقيقي للرياضة، في ملعب الجوهرة بجدة عروس البحر الأحمر، يدخل منتخبنا بروح شبابه الطموح وهو يتصدر مجموعته متقدما على منافسيه الأقوياء، والطموح للفوز هو ذات الطموح الذي يسعى له أشقاؤنا في المنتخب العراقي، الذي يدرك لاعبوه أن هذه المباراة هي الورقة الأخيرة في غصن الأمل الذي ما زالوا يتعلّقون به.

وقفة:

الطريق إلى روسيا محفوف بالورود للاعبي منتخبنا، وروسيا تناديهم وتفتح لهم ذراعيها، فهل يعون حجم هذا الفخر، فيستبسلوا من أجل الظفر بنقاط المباراة، أجزم أن روح لاعبي منتخبنا السعودي ستكون الفيصل في مباراة اليوم وإن حضرت فإننا واصلون إلى روسيا لا محالة، وغدا لناظره قريب، وإن أخفق لاعبونا اليوم ولو بالتعادل فعلى جمهورنا خفض نسبة الأماني والتطلّعات.