-A +A
رشيد بن حويل البيضاني
لست عنصريا، كما أنني لست متعصبا ضد لون أو عرق أو جنس، لكنني من المؤكد أني محب لوطني وغيور عليه، وخائف على أهل بلدي، بل وكل مقيم شرعي على أرضه.

أكتب اليوم في موضوع قديم جديد، تناولته منذ سنوات، وأصبح لازما علي بعد الحادثة الأخيرة أن أعيد الكتابة حوله، لعل في ذلك ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، وأعني بهذه الحادثة الاعتداء الآثم الذي قام به مجموعة من الأفارقة بدباباتهم على أحد أبنائنا من رجال الأمن الشرفاء، وإصابته إصابات بالغة، كلنا يعرف جيدا أن الآلاف من القادمين إلى بلادنا في رحلات حج أو عمرة، أو حتى هؤلاء القادمين بتأشيرات عمل، بعضهم يتخلف بعد أداء المناسك، والبعض الآخر يهرب من كفيله، فإذا ضاقت بهم السبل، لم يجدوا إلا ارتكاب الجرائم من قتل وسطو وسرقة وخطف، إذ لم يعد أمامهم من مصدر للعيش سوى ما تحققه لهم هذه الموبقات.


وقلت من قبل، إن معظم المتخلفين والهاربين من كفلائهم إنما ينتمون إلى دول أفريقية بالدرجة الأولى، ثم بعض الدول الآسيوية، وناشدت كل مسؤول في البلاد بمقاومة هذه الظاهرة الخطيرة، وطالبت بتغليظ العقوبات لا على هؤلاء وحسب، بل على كل مواطن سعودي يؤوي أحدا منهم، أو يلجأ إليه في أداء عمل ما، على اعتبار أنهم يقومون بأداء الأعمال المطلوبة منهم بأجور أقل من المقيمين الشرعيين في البلاد، لكن يبدو أن تسامحنا جعلهم يعودون إلى الظهور من جحورهم، ليعيثوا في الأرض فسادا، وليدفع أبناء الوطن الثمن.

لقد أصدر الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترمب مرسوما يمنع دخول مواطني ست دول عربية وإسلامية إلى بلاده، مع أنهم يحملون إقامات رسمية وشرعية، واعتبر الأمر قضية أمن قومي لبلاده، وما زال هو وأنصاره يدافعون عن هذا المرسوم، ونحن لن نمنع جنسية بعينها، ولا لونا بعينه، ولا عرقا بعينه، ولا أصحاب مذهب أو عقيدة مغايرة، لكننا سنمنع ونقاوم المخالفين للوائح وأنظمة الإقامة على أرض هذا الوطن الغالي، ولا ملامة علينا، فلا يلام أحد على حبه وعشقه لوطنه، أو خوفه على مقدرات بلاده، وأهله وعشيرته، بل وسمعة بلاده.

للمرة الثانية أكرر ضرورة اتخاذ خطوات حاسمة ضد هؤلاء، بالإضافة إلى تغليظ العقوبات على كل من يقدم لهم يد العون، بل ينبغي أن تكون عقوبة المعاون لهم أشد قسوة مما يوقع على هؤلاء المتخلفين والهاربين.

صدقوني أن هؤلاء المتخلفين المعنيين بحديثي هذا يمثلون قنبلة موقوتة، لا يعلم أحدنا مكان أو زمان انفجارها، وقد يكون كل واحد منا هو الضحية القادمة لأحدهم، أو لمجموعة منهم. ألا قد بلغت، اللهم فاشهد.