عيضة السفياني
عيضة السفياني
-A +A
سلطان بن بندر (جدة )
SultanBinBandar@

يقول عن نفسه: «أنا شاعر يكتب همه فقط»، التصق بـ«الهلال» نجما حتى بات عيضة السفياني شاعرا يذكر كلما ذكر الهلال، منذ أن فتح له «شاعر المليون» في نسخته الثانية بوابة الظهور الإعلامي في الساحة الشعرية، حتى بات السفياني صوتا عاليا يشق الغبار لشعراء الحجاز، وشاعرا اختار الصمت حكمة في شعره يقول:


«أما تجيني حكمة أبلغ من الصمت

وإلا التزمت الصمت والصمت حكمة»

وكأن صمته ونطقه حكمة أو غزلا يثمر على «شعره» ورود ونواوير.

تأثر ابن القرية الأربعيني بغيوم الشفا وضبابه، وطبيعة الطائف الحجازية الخلابة، ساهم حبه للمتنبي ومحمود درويش والحميدي الثقفي في رسم خريطة الطريق في قصائد عيضة السفياني، الذي بلغ به التأثر حد الشبه في الإبداع، واختلاف الهوية الشعرية والنهج، الأمر الذي يبدو أن لامتهان السفياني تعليم الرياضيات يدا في تسهيل حل معادلاته المعقدة، حتى باتت لوحاته الشعرية ذات طابع ونفس إبداعي مختلف يقول عن قريته:

« إليا عطشت اطلع جبال الشفا فوق

‏ واشرب بكفك ماء من أقرب سحابة...

أحيانا أقول إن الشفا غيب وبروق

يعني سماء مفتوح والغيب غابه»

وعلى الرغم من تعرضه للتهميش في بداية مسيرته الشعرية، من قبل العديد من منظمي المهرجانات الشعرية المحلية، استطاع عيضة السفياني أن يشق بشعره غبار التهميش، ويصنع لنفسه مكانا ومكانة شعرية، ووهجا إعلاميا حرمه من رمي شماغه على كتفه واحتساء كوب الشاي على رصيف مشرق مبتسم في وجوه البسطاء –حسب قوله-، إضافة الرد حادثة قصيدة «صاحبي السجن» التي رد من خلالها على محتكري مهرجانات مدينته الشعرية، بعد أن سخر شعره لإيصال رسالة تحكي حال أبناء الطائف الشعراء ومنابر الشعر في مدينتهم بين يدي الأمير خالد الفيصل، يقول:

«شكرا على الدعوة ولكن باختصار

تغييب للإبداع في الطائف وطمس أجيالها...

يا سيدي كم فيه من مبدع على أفكاره حصار

وإن ما انتشلته ماتت أحلامه وهو ما طالها».

ويقول:

«إحساسها رعشة بروس الأصابع

يثمر على كفي ورود ونواوير...

والمسك من ريضانها الخضر نابع

تمسي على خيره وتصبح على خير»

وله أيضا:

«الليل موحش وبارد يا عناويني

‏ وأنا على أحر من خلي على خلي...

دورت لك وين يا خلي وأنا ويني

‏ لقيت كلك معي وأنا معك كلي»

ويقول في قصيدة أخرى:

«المال يفنى بس ما تفنى الرجال

اللي شواهدها معالم بأرضها...

قولي لسيد المال عباد الريال

‏ الكل بالله والرجال لبعضها»

وغيرها العديد من الأبيات التي ملأت إبداعا وجمالا ورحابة لشاعر يقرأ الثقافة من عبدالرحمن منيف، ويقرض الشعر نثرا ونبطا ومحاورة و«صدره فضاء مفتوح للشعر والغير».