-A +A
مي خالد
افتتحت مقالا سابقا بقصة المظاهرات التي اشتركت فيها صديقتي في بريطانيا لرفع أجور الأكاديميات النساء ومساواتها بأجور الرجال الأكاديميين.

ووصلتني تساؤلات واستفهامات متعجبة من هذه المعلومة الغربية: هل أجور النساء أقل من أجور الرجال في العالم الأول، بينما في عالمنا الثالث يعمل الجنسان على نفس الدرجة في السلم الوظيفي وبنفس الأجر؟


ودعوني أتساءل بدوري عن سبب ذلك. فهل النساء يخترن وظائف رواتبها أقل من الوظائف التي يختارها الرجال؟ أم هل تعمل النساء بدوام جزئي مثلا بينما الرجال يعملون بدوام كامل؟ أم هو تحيز ضد النساء فقط؟

كل سؤال من الأسئلة أعلاه جوابه: نعم.

وهي أمور أسهمت في خلق فجوة في الأجور بين الجنسين. والتي سعى الرئيس الأمريكي السابق أوباما لسدها، لكنه فشل.

إنها فجوات داخل المهن أكثر منها داخل الشركات والمؤسسات التي تدفع تلك الأجور المتباينة.

فمثلا مهنة مثل القانون التي تعتبر من الأعلى أجرا حول العالم معظم العاملين النابهين فيها رجال. وهؤلاء المحامين تدفع لهم الشركات رواتب كبيرة نتيجة خبراتهم القانونية المرموقة.

والنساء يفضلن العمل بدوام جزئي للحاق بالبيت ورعاية الأطفال وإحضارهم من المدرسة أو رعاية أحد الوالدين المسنين الذين تحت وصايتها، بينما أغلب الرجال لا يحفلون بأحد. فهناك دراسات تؤكد أن كثيرا من النساء اللائي يصلن لمناصب أعلى وراتب أضخم يتنازلن عنها بعد بضع سنوات من أجل الأسرة.

وأخيرا هذه الفجوة في الأجور تعتبر تحيزا ضد النساء بدليل أن رواتب النساء البيض أعلى من رواتب النساء السود أو من أصل إسباني.

أنا شخصيا لا أجد في تباين الأجور عيبا إن طبق عندنا. فأغلب وظائف النساء لدينا في التعليم. وأعتقد أن الكثير من المعلمات والأستاذات الجامعيات سيوافقن على تقليص جزء من أجورهن مقابل تقليص ساعات العمل وتخفيف النصاب اليومي من الحصص وبذلك نوفر فرصا وظيفية جديدة للباحثات عن عمل.

إلى جانب فتح المدارس خلال الصيف للطلاب الذين يرغبون بالالتحاق بدورات لغة أو دراسات إضافية.

يقال إن من حدد إجازة الصيف للمدارس كان -لابد- فلاحا يرى في الطلاب عمال حصاد لأهاليهم. لكن لم يعد هناك دولة يعتمد اقتصادها على الزراعة حول العالم بينما مازالت إجازة الصيف ثابتة في أغلب الدول!.