-A +A
بشرى فيصل السباعي
لا يكاد يمر يوم بدون خبر عن خسارة سعوديين للملايين في عمليات نصب واحتيال على أيدي أفراد وعصابات بزعم تشغيل الأموال، أو حتى لغاية تكثير الأموال بطرق سحرية! بالإضافة للفساد المالي الفاحش والتكسب المحرم بالرشاوى والعمولات والاستيلاء على الممتلكات وحتى سرقة الأيتام والأوقاف وأموال الصدقات والزكاة، هذا غير السطو المسلح على المحلات والبيوت والأفراد، وتهكير وسرقة خصوصيات الناس لابتزازهم ماليا، وأوكار الكحول والمخدرات، والغش التجاري ورفع الأسعار بدون وجه حق، وتجارة الوهم للتكسب من إيهام الناس بتعرضهم للسحر والمس، وهذا غير ما شاع من ابتذال النفس وإذلالها بالتملق لنيل العطايا والشحاذة بالشوارع وعبر مواقع التواصل، والحصول على المساعدات الحكومية كالضمان الاجتماعي بدون استحقاقه وهو من الزكاة، بالإضافة للقروض الاستهلاكية الربوية التي تودي بأصحابها إلى السجون، والخسائر الكارثية للأموال فيما تشبه المقامرات بسوق المال من قبل من ليس لديهم مؤهلاته طمعا بتحقيق أرباح سريعة سهلة ورهنوا حتى بيوتهم لأجلها وانتهى بهم الأمر لخسارتها وخسارة عوائلهم بالطلاق بسببها، وأيضا التستر التجاري وغسل الأموال، والبطالة المقنعة، وعدم دفع رواتب العاملين لأشهر وسنوات، ونهب أموال الورثة ما ينتج عنه صراعات مريرة وحتى جرائم قتل للأهل، وبيع الطفلات والبنات لمن يدفع أكثر كمهر، وعضل النساء وابتزازهن بالإجراءات الرسمية للولاية للاستيلاء على أموالهن، وكل هذا سببه إرادة كسب المال بشكل سريع سهل طفيلي بدون بذل ما يفترض بذله من جهد لكسب المال بنزاهة وعزة للنفس عبر الطرق المشروعة المفيدة للمجتمع والعالم، وللأسف أنها صارت ثقافة سائدة وستزيد الناس توغلا في هذه الأنماط السلبية طالما لم تحل ثقافة مالية بناءة بديلة محل الثقافة الحالية الهدامة التي تعظم المال وصاحب المال بدون اعتبار للطرق التي حصل بها على المال، مع العلم أن الكسب السهل السريع هو من أسباب البذخ المستنكر الشائع كتلال الأرز واللحوم التي لم تمس وترمى في الزبالة حيث الافتخار ليس فقط بتقديمها كضيافة إنما أيضا برميها في الزبالة بدل إعطائها للمحتاجين! ودفع عشرات الملايين لإيقاف الحد الشرعي عن قاتل درباوي، ودفع عشرات الملايين ثمن حيوان لا ينفع صاحبه بشيء وإلباسه حليا ذهبية وحتى إجراء عمليات تجميلية للحيوان ليفوز بلقب أجمل حيوان! فالمال السهل الذي لم يتعب فيه صاحبه يسهل عليه تضييعه بهذا الشكل المنكر الذي لا نراه في سلوك أغنياء العالم الذين كسبوا ثرواتهم بجهدهم وتعبهم وإنجازاتهم التي أفادت البشرية.