-A +A
حسين الشريف
• لا أعلم لماذا نحن دائما نقيم أمورنا العامة بمنظور واقعي إلى حد كبير لكن عندما يتعلق الأمر بميولنا الرياضية يصبح التقييم عاطفيا إلى حد الانفعال، مما ينتج عن ذلك قرارات وانفعالات غير مبررة لا تعكس مردودنا الثقافي ولا تخدم منظومتنا التي نعشقها.

• والدليل ما يحدث في نادي الاتحاد الذي تتجلى فيه كل معاني العشق والغرام بينه وبين محبيه، مما جعل غالبية الآراء والأحكام نابعة من الولع الشديد الذي يسكن قلوبهم تجاه الكيان.


• ورغم أن هذه العلاقة اللوجستية.. أمر محمود في كثير من الأحيان، إلا أنها في أحيان تكون عبئا نفسيا على من يعمل داخل النادي، فممارسة الضغط والتشويش بمجرد خسارة مباراة لا يساعد الإدارة على تنفيذ برامجها وإنما يسبب إرباكا للعمل وحرقا للجهود.

• كثيرون قد لا يقبلون كلامي في الوقت الراهن، لأن أي خطأ من اللاعبين أو الأجهزة الفنية أو الإدارية غير مقبول، على اعتبار أن نادي الاتحاد يعد منافسا، ومنافسا قويا على البطولات، ويأمل أنصاره على أقل تقدير في خطف بطولة ترضي غرور محبيه.

• فهذا حلم مشروع وطموح عال اعتاد عليه الاتحاديون، ولكن أتمنى أن لا يزيد الضغط عن حده حتى لا ينقلب ضده وتضيع كل الجهود.

• فإدارة الاتحاد ومنذ بداية الموسم عملت في أكثر من اتجاه من أجل إنقاذ النادي من الوضع الذي كان عليه، وكان كل الاتحاديين جميعا دون استثناء يقفون صفا واحدا.. خلف الإدارة من أجل الخروج من النفق المظلم الذي كان فيه بغض النظر عن نتائج الفريق حقق شيئا أو لم يحقق!

• الآن وبعدما استطاعت الإدارة إخراج النادي من ذلك النفق وإعادة شيء من التوازن، أصبحنا نسمع أصواتا تعلو وتتضجر وتصطاد في الماء العكر من عمل الإدارة بمجرد هزيمة أو اثنتين، أو حتى خروج من بطولة، وهذا وارد، فالاتحاد اليوم يخسر وبكرة يفوز، وإذا كان على خسارة الاتحاد من الأهلي فهي ليست الأولى ولن تكون الأخيرة طالما هناك منافسة فوز وخسارة، فقد يفوز الأهلي مرة أخرى وقد يعود الاتحاد لما كان عليه في المواسم السابقة.

• فالخسارة ليست نهاية المطاف ولكن المهم كيف تتعامل مع مثل هذه الظروف بحكمة ورؤية عقلانية تجعل من هذه الخسارة نقطة انطلاقة للمستقبل بحثا عن عودة حقيقية للاتحاد بمجموعة تؤهله للمنافسة.

• صحيح أن هناك أخطاء إدارية وفنية كان بالإمكان تلافيها، ولكن لا يكون المبدأ إما نحقق الدوري مع الكأس أو تحرق السفن ويحرق معها كل شيء جميل تم هذا الموسم.

• أما رسالتي للاتحاديين، فالبكاء على اللبن المسكوب ليس من مفردات قاموسكم، وإنما ما تعودناه من الاتحاد والاتحاديين العمل على المستقبل، ومتى ما تحقق ذلك فتأكد بأن الاتحاد عائد لا محالة.