-A +A
علي محمد الرابغي
يأتي هذا الربيع وجدة في أبهى حللها متخطية تاريخها.. قفزات مدروسة ومقننة مستفيدة من أخطاء الماضي.. لتوفر كافة القطاعات والمجالات لنجاح الفعاليات التي أعدت بخبرة ومهنية فائقة.. كل ذلك يأتي في مجال التنافس على جذب السياح.. من داخل المحافظة ومن شتى بقاع المملكة بل حتى من الخارج من أولئك المعتمرين والزائرين الذين تأسرهم جدة بشواطئها وأسواقها ومتنزهاتها، ولعل ما قامت به الصحف الأسبوع الماضي خاصة «عكاظ» من متابعة واقعية لجولات محافظ جدة مشعل بن ماجد بن عبدالعزيز للوقوف على الاستعدادات التي يحرص سموه على أن ترقى إلى المستوى الذي يؤهل جدة لأن تكون مدينة سياحية ترفيهية من خلال توفر مجالات شتى لجذب السياح كيما يفرغوا جيوبهم في جدة بدلا من الخارج ليس اعتباطا، إنما ذلك ثمن اللحظات بل الساعات الجميلة التي يقضيها هؤلاء وهم يغسلون همومهم في حركة تنشيطية وإحياء لمقومات الحياة في دواخلهم ليعودوا من جديد.. لممارسة حياتهم في منتهى النشاط والقابلية. ولعل ما ذهبت إليه وسائط المعلومات من أن جدة أصبحت مؤهلة اليوم لأن تدخل قريبًا موسوعة غينس للأرقام القياسية كأول مدينة مهرجانات على مستوى المنطقة والعالم في عدد الفعاليات والمهرجانات والمناسبات والمؤتمرات والمعارض المحلية والدولية، مؤكدين أن عدد زوار مهرجانات جدة في السنوات العشر الأخيرة بلغ أكثر من 150 مليون زائر شاهدوا فيها نحو 3000 فعالية متنوعة ترفيهية وثقافية ومجتمعية.

وفي ربيع كل عام تفاجئ جدة زوارها بألوان شتى من وسائل الترفيه وإتاحة الفرصة للانطلاق نحو إقامة ترويحية جديدة، ولعل مدينة الألعاب التي نصبت في طريق الملك من أجل أن ترضي تطلعات أطفالنا والتي بنيت فقط لتبقى مدة هذا الربيع وكذلك حديقة الحيوانات، فضلا عن أن جدة قطعت شوطا بعيدا امتازت به كثيرا عن المدن من حيث الفنادق الراقية والوحدات السكنية والمطاعم وقصور الأفراح والمتنزهات على شواطئ البحر الأحمر والمتنزهات البرية والمطاعم التي تغطي كل هذه المناطق في جودة ورقي حضاري؛ فضلا عن تميز جدة باهتمام المسؤولين بجدة التاريخية التي تعكس جوانب ناطقة عن كيفية الحياة وأسلوبها في زمن مضى، وهي بذلك تشعل الأذهان لتربط ثقافة الماضي بالحاضر وتطعمها بأجمل ما في تلك الأيام.


أسواق جدة العتيقة

ولعل شبق الزائرين وخاصة من الخارج، بزيارة الأسواق القديمة، يأتي ذلك استجابة لما قرأواعنها وسمعوه، وزيارة واقعية لأسواق البلد تكشف عن تلك اللمسات الإنسانية والفنية الرائعة التي بدلت حال السوق من الكم المهمل إلى درجة عالية من الاهتمام بحيث أصبح بحق من أبرز مقومات الجذب السياحي وألمع محطات المهرجان الدائم صيفا وشتاء.. ولعل تزايد نسبة السياح من عام إلى عام يبرز مدى نجاح السياحة في جدة، ويؤكد دور المحافظ ومن معه من الغرفة التجارية ومن كل الجهات ذات العلاقة.. كل ذلك يأتي من خلال دعم مطلق لخالد الفيصل أمير المنطقة.. ولعل كل هذا التناغم والتجانس ولد هذا التفوق والرقي الذي اجتذب شهية الآلاف من شتى المدن والمناطق في مهرجان يحق لهم أن يطلقوا عليه مهرجان الربيع وقد أصبح علامة فارقة على جبين جدة (أم الرخا والشدة)..

وحسبي الله ونعم الوكيل.