-A +A
حسين الشريف
al_sharef4@

كثير من الأندية ذات الإمكانات المتواضعة على مستوى اللاعبين أو الأجهزة الفنية تحقق نتائج مميزة وأحيانا تتفوق على ذاتها في إحراز بطولة على الرغم من دخلها المحدود وافتقادها للحضور الإعلامي والجماهيري، وهذا يعود بفضل الله ثم بفضل حُسن العمل الإداري داخل النادي بالتوظيف السليم المبني على معرفة الإمكانات جيدا الذي يصنع النجاح.


فالإدارة الجيدة هي من تقرب المسافات في الإمكانات بينها وبين الأندية الأخرى لتحقيق ما تريد، والعكس صحيح.. فهناك أندية ذات إمكانات كبيرة ومدججة بالنجوم والقدرات البشرية والمادية والإعلامية ومع ذلك تجدها تتقوقع في مكانها ليست مع هؤلاء ولا مع هؤلاء، ولا تستطيع المنافسة حتى وإن ظهرت في مباراة أو اثنتين إلا أن مصيرها السقوط في مستنقع أخطائها الإدارية.

كما هو الحال في نادي النصر الذي لا ينقصه شيئ ولكنه لا يحقق شيئا برغم الإمكانات المتوفرة له التي لو توفرت لأي ناد آخر لأهلته لتحقيق جميع البطولات التي ينافس عليها، ومع ذلك يظهر الفريق النصراوي مترهلا ومحبطا تشعر في غالبية مبارياته بأنه يؤديها «دون نفس» بل أحيانا تتحسر على تاريخ هذا النادي والنجوم الذين لعبوا له.

وهذا لا يمكن تفسيره إلا أن هناك خللا إداريا كبيرا ساهم في خلق فجوة لم تستطع إدارة الأمير فيصل بن تركي معالجتها رغم خبرتها المكتسبة من عملها في السنوات الماضية وتحقيقها للعديد من الإنجازات، إلا أنها إدارة لا تستفيد من أخطائها.

فالمتابع لأوضاع النادي العاصمي سيدرك تماما بأن ثمة أمورا تحتاج إلى قرارات إدارية قوية لم تتخذ، تحفظ لهذا النادي كبرياءه، وهناك جوانب لوجستية لم تتعامل معها الإدارة بالصورة الصحيحة، فلا يمكن لناد بقيمة النصر أن يتوقف على سبيل المثال على لاعب أو مدرب أو رئيس أو حتى يسمح لأي منهم أن يمارس دورا أكبر من حجمه، إلا أن الواقع في النصر يقول عكس ذلك.

فمن الممكن أن تقيل إداريا وتطفش نائب رئيس وتسهل خروج مدرب من أجل عيون لاعب بات هو الآمر الناهي في النادي مهما كانت إمكانات هذا اللاعب، إلا أن الأندية الكبيرة لا تقبل، فما بالك بلاعب لم يقدم ربع ما قدمه ماجد والهريفي والجمعان.

بالتالي على النصراويين أن يكونوا حريصين على مستقبل ناديهم إذا أرادوا له الحضور والمنافسة كحال الأندية الكبيرة في الدوري، فالنهج الإداري الملموس لا يوحي بالرغبة في المنافسة

بقدر ما يوحي بوجود أهداف أخرى لا نعلم مداها.