-A +A
رشيد بن حويل البيضاني
وأنت ترى تصرفات مشينة بل وحماقات يرتكبها قلة من الناس تصاب بالاستفزاز والامتعاض، والذي ربما تدل على قصور في التربية لم تكن بالشكل المطلوب ولا أخلاقه أخلاقا إسلامية، فهناك تصرفات تبعث الألم والأسى وتأسف أنها تصدر من مجتمع مسلم حضارته القيم والمبادئ الإنسانية الجميلة.

- ألغت الأمانات أو الطرق الإشارات الضوئية مثال طريق الملك عبدالعزيز بجدة، ووضعت بدلا منها منعطفات على جهة الشمال اختصارا للوقت، ولكن عندما يكون الطريق في انسيابه وفي التزامه النظامي، يأتي المستفز مسرعا راميا سيارته على الملتزمين بكل (وقاحة)، من أجل أن يختصر وقته وينتصر لنفسه، ودون مراعاة للملتزمين بنظامية المرور، بل أحيانا عندما يرشد وينصح بمراعاة مشاعرهم واحترام أوقاتهم وعدم استفزازهم، فتجده لا يعرف للحضارة معنى ولا للأخلاق بابا وتخلى عن أصول التربية السليمة وما أكثر المشاكل التي يقع فيها كثير من الناس مع هؤلاء.


- تكون في مستشفى أو عيادة أو بالخطوط وما شابه ذلك وتحترم وقتك ووقت الآخرين وتلتزم بالنظام، ثم يأتي من يستفزك ودون مراعاة أو احترام للآخرين، ليقطع على الجميع انتظامهم وترتيبهم وإدخال الفوضى في المكان بتصرفاته (الخرقاء)، والأمر من ذلك عندما يستفزك الموظف نفسه بمجاملات على حساب الآخرين واحترامهم لأنفسهم من خلال العبث في تبعية النظام.

بالفعل إنه من أسوأ الاستفزازات أيضا، إذا صدرت من موظف لديه تعليمات باحترام السلوكيات وحسن الخلق مع المراجع وتسهيل مهماته، فتقف أمامه وتتحدث معه مرة، ثم الأخرى دون أن يحدثك أو يرد السلام عليك، والثالثة ينهر المراجع، ويصرخ في وجهه بعدما أن انتهى من مكالمته الهاتفية التي كان الأحرى ألا يتحدث بها وأمامه كم من الناس، فتجد الجميع متذللين من أجل إنهاء ما أتوا له، وأمرهم لله.

- عندما تكون في الطائرة، وتستوي على مقعدك، ويكون بجوارك أحد الأشخاص الفضوليين المستفزين بكثرة أسئلته التي ما تبرح إلا أن تقول له – عذرا – لكي يكف عن أسئلته المزعجة وكلامه المتراكم، فمن صعود الطائرة حتى نزولها وهو في حديث لا ينقطع، سمة تبعث الحنق، ولكن الصبر على مثل هؤلاء من أجمل الصفات.

- واقع مؤلم وتصرف يبعث الأسى تجده عند مداخل المساجد، فالمتصرف يفعل ذلك وهو ذاهب لملاقاة ربه، وواقف أمامه وينسى فعل يجب أن يتعلمه قبل دخول المسجد، فهو حريص على دخول المسجد بوقت سريع والصلاة مقامة، ويصطف بخشوع، ولكن أحذيته قد آذت رجلا كبيرا في السن، يريد الدخول فلا يستطيع لتراكم الأحذية عند الباب وبشكل غير حضاري، ولا يستطيع كذلك الذي يأتي على عربته معاقا أن يدخل المسجد، أي أذى هذا.

هذه مقتطفات بسيطة لأفعال مشينة وجب علينا كأمة مسلمة أن ننقحها وننظف أنفسنا من ارتكاب ما يضر الآخرين ويعطل مصالحهم.