-A +A
حسين الشريف
• دائماً ما نستطيع فهم تفاصيل القضايا الرياضية لوضوحها وبساطة مكوناتها، فهي إما قضايا مالية أو قضايا سيكولوجية إلا قضايا نادي الاتحاد «المفتعلة دائما بفعل فاعل»، فلا يمكن أن تستوعبها أو معرفة ملامحها إلا بعد تمحيص وتدقيق غموض طلاسمها، وذلك لمشاركة أكثر من طرف في رسم سيناريوهات متنوعة ومتعددة تهدف دائما إلى هز الاتحاد أو لإزاحته عن الصدارة أو إسقاط إدارته أو إبعاد لاعبيه، وما خفي كان أعظم. وهذا ليس بغريب، فالماضي مليء بالقصص والحكاوي التي دونها التاريخ فمنذ أيام ملعب الصبان والاتحاد للأسف تسلب حقوقه ويسلب لاعبوه، والآن أصبح السلب لنقاطه التي حققها داخل الملعب. • ولم تكن قضية سحب نقاط الاتحاد بسبب قضية مانسو إلا واحدة من القضايا الشاهدة على العصر، ولم يكن الدكتور صالح بن ناصر أول ولا آخر من حرم نادي الاتحاد حقه القانوني في التعاقد مع لاعب أو مدرب، فهناك سلسلة من الأسماء والأدوات التي تناوبت سلب حقوق الاتحاد بمناسبة أو بغير مناسبة، ولا يزال الاتحاد يقدم كضحية لحكم أو للجنة أو لتصفية حسابات، ولا يتوقف الأمر على الأطراف الخارجية وإنما أيضا لذوي القربى نصيب فقد عانى الاتحاد في السنوات الأخيرة من الأخطاء الكوارثية التي ارتكبتها مجموعة من الإدارات المتعاقبة على النادي حتى أوصلته إلى ما وصل إليه قبل حضور «المنقذ» أحمد مسعود رحمه الله الذي أعاد الروح والهيبة والرقي للنادي ووضع الأسس السليمة لإعادة الاتحاد لمكانه الطبيعي وأكمل المسيرة من بعده الرجل الخلوق حاتم باعشن.

• وأمام هذه المعطيات التي يستحضرها الاتحاديون عند ظهور أي قضية بحق ناديهم فإن على إدارة النادي الحالية العمل بشفافية عالية مع الجمهور حتى يكون خير عون وخير سند لها خلال المرحلة القادمة «مرحلة نهوض الفريق وتعافيه» فقد تحمل الليالي القادمة كثيرا من المفاجآت والقرارات للإدارة، وبالتالي تحتاج إلى استعداد كامل لها، وعليها أن تؤمن بأنه كلما تقدم الاتحاد زادت الضغوط والممارسات عليه.


وقفة

• بقدر ما كان قرار لجنة الانضباط بالفيفا قاسيا ومفجعا للاتحاديين بقدر ما كشف حقيقة كثير من القرارات غير الموفقة التي اتخذت في حق نادي الاتحاد في فترات سابقة نتيجة تقوقع بعض المسؤولين في المناصب الإدارية بالرئاسة العامة لسنوات طويلة جعلتهم يديرون الأمور حسب أهوائهم ومصالحهم ومصالح أندية على حساب أخرى. وسلامة فهمكم.