-A +A
علي محمد الرابغي
عبر مسيرته التاريخية الكروية كان الأهلي يعشق النجومية وليست فى سماء الكرة المحلية وإنما كان تواقا إلى العالمية.. ويشهد تاريخ الكرة في النادي الأهلى كوكبة من الأندية العالمية ومن النجوم الذين استطاع الأهلي من خلال طموح غير محدود إلى جلبهم إلى السعودية.. ليستمتع جمهور الأهلى بل وجمهور الكرة فى المملكة بثقافة كروية تخرج من إطار المحلية إلى النجومية العالمية.. الأمر الذى أسهم فى توسيع مدارك النجوم والجماهير من خلال لمحات الكرة العالمية وفى مقدمتها الكرة البرازيلية.. ليس هذا فقط ولكن استتبع ذلك خطوة جريئة لم يسبقه إليها أحد؛ إذ عمد إلى الاستعانة بالكفاءات العالمية من خارج المملكة.. وكانت الفترة التى فيها ديدي الرجل الداهية نقطة تحول في الكرة الأهلاوية بل فى الكرة السعودية.

الأهلي وبرشلونة


وتوج الأهلي مشواره الرياضي بخطوة جريئة؛ إذ استقدم سيد الكرة العالمية برشلونة ونجومه الكبار ميسي ونيمار وسواريز.. مسجلا بذلك خطوة تقدمية فى مجال الأفضل.. وكان الجميع مشفقين من هذه الخطوة.. ولكن المباراة برهنت على بعد نظر القائمين على إدارة الأهلي ومن ورائه الرمز الكبير خالد بن عبدالله.. واستمتعت جماهير الخليج بعروض جيدة لم تكن من برشلونة فقط ولكن من الأهلي أيضا.. وخاصة في الشوط الثاني من المباراة.. كان الأهلى فريقا استطاع أن يصمد وأن يحارب برشلونة في فن واقتدار.. لقد برهن الأهلي أنه سفير للكرة السعودية بلا منازع.

مهند عسيري والنجومية العالمية

استطاع لاعب الأهلي مهند عسيري الذي كان كثيرا ما يضعه مدربه في دكة البدلاء.. كان مفاجأة المباراة؛ إذ استطاع في قوة واقتدار وثقة بالغة أن يسجل هدفين برهن بهما على أن اللاعب السعودي لا يقل كفاءة ولا نجومية عن أنداده في الكرة العالمية.. حقيقة لقد كان مهند مفاجأة المباراة.. عرفه جمهور الكرة العالمية وامتلك قناعته.. تحية لمهند ومزيدا من النجومية.

العقيد شحات مفتي الأستاذ

نعت منطقة مكة المكرمة الأسبوع الماضي رجلا من رجالات المملكة وكفاءة نادرة.. ترك أثرا وبصمة في تاريخ المرور ستظل باقية في أذهان المواطنين وأفراد المرور من زملائه وتلاميذه وأصدقائه من الجمهور أيضا.. كان شحات مفتي يرحمه الله ظاهرة تحفل بكثير من المعاني وكثير من القدرات، يبرز في مقدمتها الخلق الكريم وهو السهل الممتنع.. عرفه جمهور مكة وجدة من خلال الشارع؛ إذ كان يتابع بنفسه مع ضباط السير وأفراد المرور ومن خلال مقعده على مكتبه.. كان أستاذا بحق.. كان أبو أحمد نموذجا في التعامل في إدارة المرور وفي التعامل مع أفراده الأمر الذي جعله محبوبا يفترش مساحات كبيرة في قلوب الجميع.. حتى عندما تقاعد ظل بيته وفي كل يوم جمعة ملتقى لأصدقائه وتلاميذه ولمحبيه.. كان موته خسارة فادحة ولكن ذلك هو سنة الله سبحانه وتعالى في خلقه.. لقد هال الناس ما شهدوه من حضور مكثف في تقديم العزاء.. وكانت تلك الطوابير ترسم مشهدا وبعدا للوفاء الإنساني.

وصل الله الحربي يموت في الطريق

وصورة أخرى الفارق الزمني بينهما ليس طويلا.. أعني بذلك وصل الله الحربي رجل الأمن ورجل المرور الذي كان لا يجد حرجا في أن يقف في الشارع مع جنوده يوجه السير.. كل ذلك في روح رياضية عالية.. يبتسم للمواطنين كبيرهم وصغيرهم.. كان أبو مشاعل يشتعل حيوية وجهدا وحركة.. الأمر الذي جعله محبوبا عند مسؤوليه وعند المواطنين.

وسبحان الله كانت بالأمس حادثة مرورية وضعت نهاية لهذا الرجل الكبير مساعد مدير عام المرور.. والذي كان قادما من الرياض ليطمئن على والدته التي ترقد في المستشفى فاقدة للوعي برا وحفاوة بها.. وسبحان الله شاءت إرادة الله لرجل المرور أن يموت على قارعة الطريق في حادثة مرورية.. كان خبر المأساة مفاجأة للوطن وقد رثاه كل من عرفه ومن لم يعرفه.. رحم الله شحات مفتي ورحم الله وصل الله الحربي.. لقد كانوا معالم بارزة في صور وضاءة للمواطنين المخلصين.. إنا لله وإنا إليه راجعون.. وحسبي الله ونعم الوكيل.