-A +A
عبدالرحمن باوزير (جدة)
توفي الداعية السوري المثير للجدل محمد سرور زين عابدين عن عمر يناهز الـ 80 عاماً، بعد حياة مليئة بالجدل والتأثير على الجماعات الإسلامية، فالداعية السوري الذي ترك بلاده عقب "أزمة الإخوان"، لجأ إلى السعودية، وشكلت فترة مكوثه في المملكة التي امتدت لسبعة أعوام، انتشارا واسعاً له.

اصطدم محمد سرور منذ وقت مبكر مع الإخوان المسلمين في جوانب تكتيكية رغم أنه ابن الجماعة، وأكثر انتقادهم، واستطاع أن يؤسس تيار حركي عريض ينسب إليه في التسمية والمنهج "التيار السروري"، واستطاع أن يجمع بين مدرسة الإخوان الحركية الطامحة للوصول إلى السلطة والعباءة السلفية، ويبدو أن الحركة باتت مزيجاً معقداً في تيارات الإسلام السياسي.


خلال فترة مكوثه في السعودية، باتت نبرته مزعجة للسلطات السعودية، خصوصاً وأن الطريقة "القطبية" تشكلت عند بعض طلبته، وبدا منظماً وله أهداف حركية، حتى أنه اعترف في مراجعاته التلفزيونية بـ"السرورية" وأن التيار منظم وله أهداف.

ويقول عن "السرورية" بفخر مفرط إن بداية التنظيم كان في السعودية، وأن المنتسبين إليه من مختلف الجنسيات بسبب أن السعودية باتت من الأماكن التي يقصدها العرب، مشيراً إلى أن "السرورية حقيقة، وهو تنظيم له أهداف وانتشار ".

درس محمد سرور في المعهد العلمي في القصيم لمدة ويتهم مناع قطان بالتسبب في إبعاده من السعودية، ويرى أن قطان "الإخواني" ملتزماً أمام السعوديين أن لايكون للإخوان نشاطاً مع أهل البلاد، في إشارة إلى أن إبعاده من السعودية جاء لفعله عكس التزام قطان.

تحول عدد من تلاميذه إلى رأس حربة في تياره، وبدا تلاميذه يترجمون رؤيته في موقفهم من تحرير الكويت، ما شكل صدمة لعلماء السلفية في المملكة، خصوصاً وأن فكرة المصادمة مع "ولاة الأمر" بالمفهوم السلفي، بدت واضحة على ملامح تلاميذه والمتأثرين به، وحتى في أعوام محمد سرور الأخيرة، لا زال الداعية السوري يشكل إلهاماً لتلاميذه، وهذا واضحاً في ثنائهم عليه والإحتفاء بانتاجه.

خرج من السعودية في عام 1973، وقصد الكويت، ثم لندن ليؤسس مركزاً إسلامياً ومجلة "السنة" التي انتهجت خطاً مناوئاً، وعاد إلى الأردن في 2004، ليتنقل بعدها إلى عدة بلدان عربية كقطر التي توفي بها عصر أمس.

يرجع السلفيون المحافظون نشأة تنظيمات السلفية الجهادية إلى الإخوان المسلمون وتيار محمد سرور كون الأخيرساهم في تنمية البعد السياسي عند السلفيين المناوئين لها.

رحل الداعية المثير للجدل، ويعتقد مراقبون أن موته سيصاحبه جدلاً كما صاحب حياته، وبوفاة محمد سرور "ابن حوران" يبقى لمدرسته دعاة يسيرون على خطاه ويحفظون لشيخهم "حركيته" الواسعة بينهم!