-A +A
عبدالله غرمان العمري (جدة)
تطرق القنوات الفضائية المفلسة باب تفسير الأحلام ليكون طوق النجاة الذي ينتشلها من الغرق في بحر الالتزامات المادية وضعف المتابعة، فكثير من المتابعين يركضون خلف سراب الغيبيات وبصيص الآمال، بعد أن أحاطت بهم المشكلات المادية والاجتماعية، لتجد تلك البرامج الكثير من المتابعين إضافة إلى أنها تدر الكثير من الأموال مقابل الاتصالات التي يتهافت عليها المتابعون.

وفي كل يوم يظهر لنا مفسر أحلام جديد في قناة لم نكن نعرف اسمها يستهدف البسطاء من الناس، وخصوصا النساء.


متخصصون في علم الاجتماع يؤكدون أن 90% من تنبؤات المفسرين في القنوات الفضائية ما هي إلا دجل وكذب تستغل جهل الناس بعلم الرؤيا وتفسير الأحلام.

وأجمع متخصصون أنّ نسبة الدجل والنصب والاحتيال من قبل مدعي تفسير الروئ والأحلام تصل إلى 35%، إذ اتضح أنهم يبحثون عن استغلال البسطاء وصولا للمال والجاه وذيوع الصيت، لا سيما أن سعر الدقيقة يتجاوز 30 ريالا في بعض القنوات، بخلاف أرقام الجوال التي يصل زمن دقيقة المكالمة فيها إلى 20 ريالا يتخللها وضع المتصل على قائمة الانتظار بحجة وجود متصلين آخرين قاموا بإشغال الخط الهاتفي للمفسر المعني.

عبدالله عسيري (أحد المتابعين) لا يصدق تفسيرات القنوات الخاصة كونها قنوات مادية هدفها الربح والتجارة من تفسير أحلام البسطاء. وقال أيضا: «لم يسبق لي أن فسرت رؤيا ولا أتعامل معها إلا بقليل من الأهمية، لعدم اقتناعي بفكرة تفسير الأحلام، وقناعتي أيضا بأن تلك الأحلام هي ترجمة للعقل الباطن ليس إلا، وليس شرطا أن تفسير الحلم هو تنبؤ مستقبلي صحيح لأن الغيبيات لا يعلمها سوى الله».

واعتبر مسفر القحطاني أن 10 ريالات للرسالة الواحدة لبرامج تفسير الأحلام دليل على أن المسألة تجارية بحتة، «فالقنوات الفضائية التي تفسر الأحلام بمقابل مادي هدفها الربح وتمويل القناة». وكشف القحطاني تضاربا عند بعض المفسرين، إذ لجأ إلى أكثر من مفسر لتفسير حلم واحد فاختلفت التأويلات.

عبدالعزيز الأحمري لا يثق في مفسري الرؤى الذين يظهرون في القنوات الفضائية؛ لأن القنوات الفضائية الخاصة همها الكسب المادي، وتستقطب أولئك المفسرين من أجل تمويل القناة. ويرى أن أغلب مفسري الأحلام هذه الأيام يسعون للكسب المادي، «ولا ندخل في النوايا أو نعممها فمنهم الصادق ومنهم غير ذلك».

إبراهيم عسيري يعتقد أنّ تفسير الأحلام أصبحت مهنة رائجة لمن لا مهنة له، مضيفا أنّ أغلب مفسري الأحلام هذه الأيام يُعبّرون الرؤى دون أي استناد علمي ولا دراسة معرفية، والدليل أن تفسيراتهم عبارة عن نسخ مكررة من بعض تنحصر في الزواج والرزق ونزول الخير.