-A +A
مي خالد
المسيرة بدأت عام 1395هـ حين اجتمع المرحوم الأمير فيصل بن فهد بمجموعة من الأدباء السعوديين، في محاولة لإيجاد مؤسسات ثقافية ترعى الشأن الثقافي وكانت فكرة إنشاء الأندية الأدبية.

أكثر من أربعين عاما مرت على تأسيس الأندية الأدبية، تاريخ طويل، ولكننا لا نلمس له أي تأثير على المشهد الثقافي السعودي. ما المشكلة المزمنة في المؤسسات الثقافية لدينا؟ لماذا تواصل السير في الطريق الخاطئ؟ ألا يطرح مضي أربعين عاما من العمل غير المثمر لمؤسسة ثقافية فكرة حلها وإنهاء خدماتها؟ وإيقاف الصرف عليها؟


موجة التقشف طالت كثيرا من المؤسسات المحلية بهدف إصلاحها، فلماذا لم تصل للأندية الأدبية؟

المبالغ التي تصرف على هذه الحصون البائدة لا تصل للأديب الشاب ولا بأي شكل من الأشكال، فعلى الغالب يصدر الكاتب الشاب كتابه خارج الوطن.

الأهم من تعديل لائحة الأندية أو إدخال الانتخابات في مجالسها هو وجود وكالة ثقافية واحدة داخل المملكة تنشر إلى جانب كتب الأدب كتب العلوم والمعارف الأخرى ولا تقتصر على النصوص الأدبية، وإعادة اجترار كتب قديمة، نحتاج عوضا عن الأندية مطبعة حكومية تشرف عليها لجان إدارية دون أن تنسب نفسها للإبداع، المبدع ليس إداريا ناجحا بالضرورة. إضافة إلى ذلك هي بحاجة إلى لجان مكونة من نقاد وقراء مختارين يمثلون كافة شرائح المجتمع أطباء وطلبة، معلمات وربات بيوت...، يتم انتخابهم لكل كتاب في مهمة تطوعية لإصدار نشرة عن كل كتاب جديد، بحيث يتم تصميم قائمة لأفضل مئة كتاب بشكل دوري.

ويظل الوسط الأدبي بحاجة أيضا إلى مراكز أبحاث ومراكز ترجمة ووكالة أدبية ترعى الباحث والمبدع، تدعم مشروعه وتصرف له مكافأة مبدئيه تُجتزأ من المبلغ الذي يحصل عليه بعد بيع الكتاب، وتناقشه وتمده بالمادة البحثية اللازمة. أيضا يحتاج المثقف والمبدع إلى توفير سبل العيش الكريم، إذ واجه كثير من مثقفينا ضائقات مالية وأزمات صحية دون أن يجدوا السند اللازم لهم كي يستطيعوا تخطي هذه الأزمات ومواصلة الإبداع.