-A +A
حسين الشريف
• أثبتت التجارب الإعلامية وبالدليل القاطع أن غالبية ما يطرح في الإعلام الرياضي بمختلف أنماطه وأشكاله من نقد وتحليل وآراء لا تمثل حقيقة العمل في السلطة الرابعة ولا تعكس واقع مهنيتها، بقدر ما هي «كوكتيل» من الآراء والأهواء والطقوس التي تمثل أصحابها وميولهم. وربما البعض منهم ليست له علاقة بالإعلام لا من قريب ولا من بعيد، ما يعزز نظرية بعض المثقفين الذين لا يرون في الإعلام الرياضي مهنية تكشف جمال الأعمال المطروحة من قبحها. وأنه لا يمثل واقع المهنة، بقدر ما يمثل قبح ما يختزله هذا الإعلامي أو ذاك الذي يسفّه المفاهيم المهنية وفق أفكاره السطحية التي يلوّح بها في القنوات الفضائية، من أجل غرسها في أذهان أطفالنا أو حتى كبارنا الذين لا يزالون ينزلون الإعلاميين في غير منازلهم.

• وقد لا نلوم المثقفين كثيراً، على اعتبار أن الإعلامي الرياضي لم يعد حريصاً على انتقاء مفرداته ولا سلاسة أسلوبه ولا آرائه لقراءة ما وراء الحدث. وإنما يكتفي بـ«شوية» اجتهادات قائمة على مخرجات شكّلتها العاطفة والميول تجاه الأحداث أو من يصنعها، وليس رأياً عقلانياً أو منطقياً يثري به الساحة لكي يفيد ويستفيد.


• للأسف الشديد هذا حال غالبية إعلامنا الرياضي الذي لم يستقِ أدواته من منابع العلم الأكاديمي، وإنما جاء من نافذة «الإعلام التوكتوكي». والدليل ما نشاهده حالياً على شاشات التلفاز من برامج رياضية تفرد لها مساحات واسعة بهدف نشر أطروحات أقل ما يقال عنها إنها ساذجة، من خلال ضيوفٍ بعضهم بمرتبة مهرج، لتساهم - أي البرامج - في صناعة عقول خاوية تغذّى حقول التعصب والتخلف الرياضي، إلا من رحمه ربي.

• ولعل المتابع الفطن بات أكثر اطلاعاً ووعياً ليدرك مدى قدرة أبناء المهنة على ممارسة أدوارهم بالشكل الصحيح، بل هناك من بات يفرق بين مسارات النقد التي لا يعرفها الكثير منهم.

• ومن المؤلم حقاً أيضاً ما يتصوره البعض من خارج منظومتنا بأن إعلامنا الرياضي مختزل فقط في هذه الصور البشعة التي تقدمها بعض القنوات الرياضية، بل هناك من يستصغر مكانة الإعلام الرياضي ودوره في توعية الرياضة والرياضيين بمجرد متابعته لبعض تلك البرامج، في الوقت الذي هناك قامات وأسماء من الممكن أن تقدم لنا الصورة الحقيقية للإعلام الرياضي، ولكن للأسف أصبحت تلك الأسماء خارج اهتمام قنواتنا الفضائية ومنابرها، مما يجعلنا لا نتفاءل كثيراً بالمستقبل.. فلا مكان لهم في ظل انتشار «الإعلام التوكتوكي».