-A +A
فيصل الخمـاش
«شوباش أو شوبش»، مفردة من أقدم مفردات الردح المصرية، فهي تعود بحسب الكاتبة منة موسى إلى العصر الفرعوني، وأصلها «الشوباشي» عند الفراعنة، هي تماثيل صغيرة توضع في القبر لتردد الدعاء للميت، وقد انتقلت الكلمة للعصر الحديث، وحملت معنى آخر هو «رددوا ورائي ما أقول وأمنوا على كلامي الموجه للخصم».

هذا المصطلح، انطلق من منصته أشخاص محسوبون على الإعلام المصري، بهدف الردح والإساءة للسعودية، مستغلين اختلاف وجهات النظر بين المملكة ومصر على خلفية تصويت المندوب المصري بمجلس الأمن لصالح المشروع الروسي حول سورية، وعتاب مندوب المملكة لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله المعلمي الذي لخص بالقول: «من المؤلم أن يكون موقف كل من ماليزيا والسنغال بشأن سورية أقرب للموقف العربي من موقف مصر».


هذا الاختلاف الطبيعي والمتوقع في التوجهات السياسية بين الدول تحول بفعل مستأجرين إلى ساحة لتصفية الحسابات مع مملكة أثبتت على مر التاريخ أنها أكثر من يتألم شعبا وقيادة إذا تألمت المحروسة، إذ كوَّن رموز الردح في سماء الإعلام المصري فريقا، واحتلوا رصيف البذاءة لساعات بعد أن خلعوا ثوب المهنية منذ أعوام، لإطلاق شتائمهم تجاه بلاد الحرمين، متناسين أنهم يردحون دون صوت، أمام شموخها ومواقفها العظيمة، وأن غالبية المصريين لا يقبلون التعريض بها.

هذا الردح البليد فكرة ومضمونا، تسوقه في كل تباين ينشأ بين السعودية ومصر شلة ردح متناقضة، لن يستغرق كشف زيف رسالتهم سوى بضع دقائق على «يوتيوب»، فتاريخهم يثبت أنهم في كل مرة يناقشون فيها قضية محلية أو دولية أنهم «مع من غلب، تجمعهم طبلة وتفرقهم عصا»، لذا فإن الحكماء في البلدين لا يزالون يلتزمون الصمت، متيقنين أن قطار العلاقات السعودية - المصرية لن يتوقف، فالعالم العربي لن يصل إلى محطة «الأمان» في ظل الأوضاع الإقليمية الخطرة والمتسارعة إلا بهما.