-A +A
مي خالد
مشهد عجيب يجتمع فيه صخب الاحتفال وقلادة الورد وعلم المملكة حول عنق طفل مبتهج. حضوره يشبه أملنا في المستقبل. لكن في الخلفية ظهر مشهد آخر مستفز.

تحت نظر وسمع وزير التعليم الموقر الدكتور أحمد محمد العيسى دفع مدير التعليم في إحدى مناطق جنوب المملكة مواطنا أراد محادثة الوزير بينما كان الأخير يلبس طفلا قلادة من الورد.


مقطع تداوله الناس للحادثة. تمنيت لو كان المقطع أطول كي لا نظلم الوزير ونظن أنه لم ينهر مدير التعليم ولم يذهب بنفسه للشيخ الكبير الذي أراد محادثته. كما آمل أنه فعل.

أم هل رضي وزير التعليم بحجبه عن الناس. لا أدري؟

مدير التعليم هذا سبق وكتب عنه الكاتب الوطني قينان الغامدي مقالا كاشفا يظهر فيه بعض السلوكيات والفساد المنتشر في إدارته.

وبقيت لفترة أنتظر أن تحقق وزارة التعليم في دعوى قينان الغامدي لكن ما حدث هو العكس.

لقد قام مدير التعليم برفع قضية على قينان الغامدي!

وليس آخر مآسي زيارة الوزير للمنطقة أن الطلاب المشاركين في مراسم الاحتفال تركوا بدون وجبات أو ماء من الساعة الثامنة صباحا حتى الخامسة مساء.

فربما كان على الوزير أن يعطي الطفل الذي يشبه المستقبل رغيف خبز عوضا عن قلادة الورد.

فقد تسبب الجوع والعطش في حالات إغماء بين صفوف الطلاب عقب زيارة الوزير الميمونة!

ثم أتبعت إدارة التعليم فعلتها بهزالة التبرير. وأصدرت بيانا تقول فيه إن المواطن الظاهر في الفيديو قد سبق وطالب الوزير بإنشاء مدرسة ثانوية في قريته. وكأننا لم نشاهد الفيديو الآخر الذي أظهر أحدهم مقاطعا المواطن أثناء حديثه وهو يقول: خلاص خلاص!

أتمنى أن ينظر في الفيديو الكامل لحادثة دفع المواطن ويحاسب كل من في هذا المشهد السوريالي العجيب. بدءا من المدير وانتهاء بأصغر موظف في إدارة التعليم تلك.