-A +A
تركي الدخيل
طرح أحد الدعاة سؤالاً لمتابعيه يسألهم عن الأولوية: للأمن، أم للحرية؟،
طريقة السؤال وصياغته خاطئة، ذلك أن الحرية والأمن لا يأتيان على سبيل التخيير أو التناقض، لأن الأمن مفهوم يحمل في جوفه شكلا من أشكال الحرية. بالأمن يتمكن الإنسان من الحركة، والسعي في الأرض، والحديث، وإجراء النقاشات والتعبير عن الرأي.

هناك شغف للرجوع إلى سنوات الثورات العربية، حيث الغليان، والذهاب نحو الجنون من أجل التغيير السياسي، والخروج على الأنظمة، لكن الناس أصبحت أكثر وعياً، بدليل الردود التي ذيلت أدنى التغريدة، ومن ثم انصياع الداعية إلى صوت الناس الراغب بالأمن والاستقرار بعيداً عن أحلام التغيير الجنونية، التي تجر الكوارث على المجتمعات حتى الآن!
وتنزلاً عند صيغة السؤال، فإن الأمن أهم من الحرية، بالأمن تتحقق مقاصد الشريعة، حفظ النفس، والعقل، والمال، والدين، والنسل، بالحرية وحدها تنتهك الأعراض، وتستباح الحرمات، وتزهق الأرواح، وتسفك الدماء، وتعم الفوضى، كما يجري في دول عديدة بالمنطقة.
ثم إن مفهوم الحرية نفسه يتعدد من مزاج إلى آخر، قد يراه البعض مثل المغرد، في تحقق الخلافة، والآخر بالعودة إلى أسس تنظيم القاعدة، وثالث يرى الحرية في أبي بكر البغدادي.
الأمن أهم من الحرية... نعم، إن كان السؤال يريد جواباً مباشراً حاسماً.