-A +A
مي خالد
أتذكر أني حين كنت طالبة في الصف الثاني ثانوي سألت معلمة الأدب عن الشاعر السعودي «محمد الثبيتي» وقد كان ديوانه غير متوفر في الأسواق حينها. ولكم أن تتصوروا حجم اتساع عينيها وهي تكفره!
نصوص مناهج الأدب إما نصوص دينية أو ما قبل سعودية أو مصرية وعراقية وسورية. على اعتبار أننا أمة إسلامية واحدة. ونحن كذلك بالطبع لكننا أيضا سعوديون.

فلماذا يحرم على الأدباء السعوديين دخول الكتب المدرسية.
هناك علاقة وثيقة بين وعي الفرد بهويته مما يعني وعي مجموعة الأفراد الذين يشكلون المجتمع بهويتهم وبين مستوى العنف في هذا المجتمع، ولا يعقل أن نركز جهودنا على استحداث مقررات حديثة مثل مقرر التربية الوطنية لتوعية التلميذ بهويته لأن مقررات أخرى ستفسد وتشوه تلك الهوية إن ظلت على ما هي عليه دون تدخل سريع من قِبل المفكرين وخبراء التربية وأهل الاختصاص.
الجميع يعرف أننا كسعوديين نعتز بهويتنا الإسلامية التي تدعمها جغرافية وطننا وتاريخه لكن لا ضرورة لأن تكون ديانة المرء هي كل هويته على وجه الحصر. والإسلام بشكل خاص، كديانة، لا يلغي الاختيار المسؤول للمسلمين في كثير من مجالات الحياة. والحق أنه من الممكن أن يأخذ مسلم وجهة نظر صدامية وأن يكون آخر متسامحًا للغاية من دون أن يتوقف أي منهما عن أن يكون مسلمًا.
وهنا سأقتبس من كتاب «الهوية والعنف» لأختم به سلسلة: «عن الهوية السعودية في تعليمنا».
إن رد الفعل على التوجه الأصولي الإسلامي وما يتصل به من إرهاب يصبح أيضًا مشوشًا، خصوصًا عندما يكون هناك فشل عام للتمييز بين التاريخ الإسلامي وتاريخ الشعوب المسلمة. فالمسلمون، مثل كل من في العالم من البشر الآخرين، لديهم مساعٍ مختلفة في الحياة، ولا ضرورة لأن تكون كل أولوياتهم وقيمهم تندرج تحت الهوية المفردة لكونهم مسلمين، وليس من المدهش إطلاقًا، بالطبع، أن كل أبطال التوجه الأصولي في الإسلام يرغبون في كبح كل هويات المسلمين الأخرى لمصلحة أن يكون المرء مسلمًا فقط.