-A +A
مي خالد
في عام 1968 ظهر مفهوم المنهاج الخفي لأول مرة في كتاب «الحياة في الصف الدراسي»، أشار به المؤلف فيليب جاكسون إلى ثلاثة أمور هي: القوانين، القواعد، القرارات. والتي يجب أن يكتسبها المتعلم من حياته في الصف الدراسي من خلال تعلمه المهناج الرسمي المقرر.
ويصف دي بونو المنهاج الخفي بأنه تعلم المتعلمين أسلوب الحياة وكيفية التقاط المعتقدات والقيم السائدة في المجتمع.

ويشير المنهاج الخفي للمادة التي تدرس للمتعلمين، أكاديمية كانت أم تربوية أم أخلاقية، بدون قصد خارج نطاق المنهاج الرسمي كما شرحته الدكتورة سهيلة الفلتاوي في كتابها: «المنهاج التعليمي والتوجه الأيدلوجي». فمثلاً:
المكافأة والجزاء بالدرجات لتمرين منجز، قد يكون القصد منه القياس الأكاديمي وأيضًا مكافأة أو عقاب المتعلم، ولكنها تعلمه وبدون قصد درسًا أخلاقيًا في أهمية تحمل المسؤولية والعمل أو في التنافس مع الزملاء أو يتلقى درسًا في التوجه للسلوك غير المرغوب في التسرب أو الهرب من المدرسة أو الاعتراض على عدالة المعلم... وهكذا.
في ضوء مفهوم المنهاج الخفي سنحاول استنطاق المنهاج الخفي في مقررات اللغة العربية التي تتناول بالعرض والدرس نصوصا أدبية. ودراسة الهوية التي يتعرض لها المقرر على اختلاف مستويات تلك الهوية ونوعها، سواءً الهوية الوطنية أو القومية.
فلو أخبرك أحدهم أن مقرر الأدب للمرحلة الثانوية في جمهورية مصر أو في الجمهورية العربية السورية يحوي عشرين اسما لشعراء سعوديين أو أكثر، وعددًا كبيرًا من قصائدهم، فهل كنت ستصدقه؟
أنا لن أصدق ذلك، فكلنا يعلم النظرة التي ينظرها أشقاؤنا العرب لأدبنا النفطي ولشعرائنا الأثرياء، وكيف يصنفون أنفسهم في مركز الثقافة العربية وما نحن أبناء الخليج إلا طارئون على الثقافة والعلم، ومع علمنا بذلك إلا أننا لا ندفع عن أنفسنا التهمة بل بمعاونة مقرراتنا الدراسية ندعمها ونؤكدها، تخيل أن التلميذ السعودي الذي يدرس في الصف الثالث ثانوي سيكون في بداية فصله الدراسي الثاني على معرفة اكتسبها من مقررات الفصل الأول بأسماء خمسة وعشرين شاعرًا عربيًا على الأقل في مقابل شاعرين سعوديين أو ثلاثة!