-A +A
مي خالد
من أنا؟ ما هو مشروعي أو ما هي رسالتي في الحياة؟
أي شخص يجيب على الأسئلة أعلاه سيتناول هويته وذاته من جانبيها، اسمه ونشأته وانتمائه/ عمله وكينونته.
فَنِصفُ هوياتنا فطري نولد به والنصف الآخر مكتسب من معارفنا وحياتنا ومشاهداتنا وعلاقتنا مع الناس والعالم والأشياء.
تصلني رسائل عبر بريدي الإلكتروني بالخطأ، الخطأ الذي سببه تطابق اسمي مع اسم الروائية المصرية ميّ خالد، وكونها مثلي تكتب الرواية، أحيانًا وأنا أطّلع على مراسلاتها الخاصة أتساءل هل أنا الآن أعتبر ميّ خالد المصرية أم ميّ خالد السعودية بما أني أقرأ أشد خصوصياتها خصوصيةً، لعل هوياتنا الشخصية فطرية ومتداخلة أكثر مما نظن أو لعلها ضرب من الخيال، «معظم الناس هم أناس آخرون، أفكارهم هي آراء أشخاص آخرين، حياتهم محاكاة، وعواطفهم اقتباسات» -أوسكار وايلد-.
الهوية عند اريك اريكسون: عملية تتم داخل الفرد بناء على ثقافة المجتمع ولها تأثير نفسي متوافق مع الوظيفة العقلية، عن طريقها يستطيع الفرد أن يقيم نفسه بناء على الإدراك الذاتي لما هو عليه، وكذلك إدراك رأي الآخرين فيه، وهي عملية نفسية واجتماعية تنمو وتتغير.
إن لتشكلات الهوية بعدا اجتماعيا، أي أنه في حالة تشوه وعينا بهوياتنا أو إلغاءها كما تفعل بعض المقررات الدراسية يحدث تشوه في موقفنا من المجتمع قد يصل إلى حد التطرف، فالمقررات التي ينتظر منها أن تساهم في تشكيل وعي التلميذ بنفسه وبالعالم من حوله تضمر في داخلها الكثير من الرسائل المشوهة التي سنحلل بعض محتواها في الأسبوع القادم، كما أن الأهداف التربوية للمقرر لا تذكر شيئًا يحدد معالم الهوية السعودية في تقصيرٍ واضح، بل تركز على الهويتين العربية والإسلامية.
وهي لا تقدم قيما مثل الوطنية أو المساواة أو أهمية الانفتاح على الآخر دون الذوبان فيه ولا تخاطب التلميذ وفق القيم والمعطيات المعاصرة، بل تتكئ على المكرور والقديم والخالي من جوهر الحياة السريعة حول التلميذ بمتغيراتها ومغرياتها.

May_khaled@hotmail.com