-A +A
تركي الدخيل
دأبت الديكتاتوريات في المنطقة على توظيف الحج سياسيا، لجهة التقليل من أدوار السعودية، عند نشوب أي خلافاتٍ سياسية مع الرياض.
نتذكر ما يفعله المهووس بالاختلاف مع السعودية معمر القذافي والذي هاجم السعودية كثيراً مستخدماً قصة الحج والحرمين الشريفين، لأنه كان يشعر أن السعودية تمتلك ثقلا لن يستيطع أبداً امتلاك مثيله، ومن ثم راح يخطب على الناس في ليبيا، ويجمع الآلاف من أفريقيا بوصفه ملك ملوك أفريقيا، ووظف إعلامه لمهاجمة السعودية، وأطلق شاعر النظام حينها علي الكيلاني، لنظم قصائد عديدة ضد السعودية.
نفس الأمر تكرره إيران، الخلاف السياسي لا يجب أن يدخل إلى الشعائر، هذا ما يصر على إيضاحه العلامة السيد علي الأمين، إذ الحج فريضة لا يمكن أن توظف سياسياً، وليس من حق نصر الله أو خامنئي أن يعدلوا على ثابتٍ من ثوابت الشريعة، وركن من أركان الإسلام.
من العار أن تقوم إيران بمنع القادرين من شعبها على أداء فريضة الحج، بسبب خلاف سياسي، ثمة دول عديدة خاضت معها السعودية حروباً وخلافاتٍ كبرى، غير أن السعودية دائماً تحيد الحج والحرمين الشريفين لقدسيتهما من دائرة الخلافات، وبرغم دخول السعودية مع العراق حرباً شعواء مع قوات التحالف لتحرير الكويت، غير أن الدول التي وقفت مع صدام لم تتأثر بعثاتها في مواسم الحج.
هي بدعة ابتزاز قديمة، منذ عهد القذافي، مروراً بصدام حسين، وليس نهاية بعلي خامنئي.


www.turkid.net