-A +A
إبراهيم إسماعيل كتبي
في كوارث المنطقة وأزماتها فتش عن سياسة طهران وبصمات شرورها وشررها، ومع اقتراب موسم الحج أو بدئه فعليا لا يحتاج الذهن إلى استدعاء سلوكها العدائي تلو الآخر تجاه المملكة، وبلغ نزق النظام الإيراني مبلغه بإشعال نيران الفتن الخبيثة واعتداءات على سفارة المملكة يجرمها القانون الدولي ومؤامرات ظاهرها ودفينها تجاه دول المنطقة، وشواهدها كثيرة ليس أولها استمرار احتلال الجزر الإماراتية، والتدخل في البحرين، وجرائمها في سورية وإشعال اليمن، ومن قبلهما العراق المحترق، فلبنان المشلول المنقسم باستقواء أذناب طهران الذين أعجزوه حتى عن انتخاب رئيس وأزمات أرهقته تتجذر يوما بعد يوم.
المنطقة تعيش كوارث لا حصر لها بتدخلات نظام الملالي الإيراني وأسلحته، وتقاطعه مع سرطان خبيث آخر هو جماعات الإرهاب والشر تستهدف دولا ومزقت أخرى، ويتربص بدولنا، والمستفيد منه أيضا إيران التي لم يستهدفها الإرهاب ولو بالمصادفة، وتلك من مفارقات ما يدور في المنطقة من أحداث خطيرة، والأخطر منها الغفلة عنها أو التهاون فيها.
إيران أسقطت أقنعتها بعد الاتفاق النووي، وتتمادى في عدائها لدول المنطقة خاصة المملكة التي تتصدى لأطماع مشروعها الأخطبوطي، ولا يحتاج المشهد إلى رصد ولا ترتيب مكعبات الدور الإيراني لفهم ما يجري. إنها سياسة ممنهجة خبيثة المقاصد خبث أصحابها، ومن ذلك تحريض وترهات المرشد والرئيس وغيرهما من أركان نظام طهران قبيل أيام بدعوة بائسة حاقدة لتدويل إدارة الحج، وتلك أباطيل ترتد عليهم سخطا وغضبا إسلاميا وعربيا واسعا؛ استنكارا لدسائس يائسة لا صدى لها إلا لدى أذناب وأبواق لا شغل لها ولا شاغل إلا شرذمة الأمة.
تلك التطاولات ليست جديدة ولا التخرصات مفاجئة، ولا جرائم اعتداءات وإحداث فوضى محرمة في موسم الحج وفي أقدس البقاع أمر غريب على ملالي إيران، والمملكة بحول الله وقوته ثم بمسؤوليتها ومكانتها وحنكتها، تدرك حقيقة جذور وأفرع تلك العلة القديمة وخطورتها على الأمة، والتاريخ يظل كتابا مفتوحا لكل حصيف يستوعب دروسه، والتاريخ البعيد منه والقريب كما هو الحاضر، يخبرنا بجذور المشروع الإيراني المتجاوز للمصالح إلى أطماع استعادة إمبراطورية بادت، وتوسيع نفوذ على أشلاء الأمة والهوية العربية، بتغذية صراعات داخلية في دول عدة محيطة عبر جماعات تجعل من بلادها ساحة لنفوذ ربيبتها إيران.
المملكة هي من يتصدى وبقوة وصلابة للمشروع الإيراني ولنيران أطماعها الإقليمية، ولا يخفى على بلادنا -وبحصافة عميقة وقوة حازمة- محاولات المساس بموسم الحج ونقل سمومها بما يعكر صفو وسكينة الحجاج، وفي هذا الإطار جعل حكام طهران مقاصدهم الخبيثة فوق حق الآلاف من حجاجها الذين منعتهم هذا العام بعد أن رفضت الالتزام بأنظمة الحج التي تطبقها المملكة لضمان سلامة وطمأنينة وسكينة حجاج بيت الله الحرام وصفاء ونجاح موسم الحج وهو أعظم ما تبتغيه المملكة.
العالم الإسلامي والعربي كافة استنكر خبائث ومكائد نظام طهران تضامنا مع المملكة، التي بدورها تشهد أعلى جاهزية والجهود الهائلة في شرف خدمة ضيوف الرحمن والسهر على راحتهم وأمنهم ورعايتهم بكل الحب والتفاني، وتقف على قدم وساق لإنجاح موسم الحج بإذن الله، ولو كره الكارهون من ملالي إيران وسياسييها وأبواقها، الذين لا يقيمون وزنا لمعاني الحج وحرمة الزمان والمكان وسكينة الملايين من حشود ضيوف الرحمن في مواكب الإيمان.

mahmoudx@gmail.com


للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 738303 زين تبدأ بالرمز 217 مسافة ثم الرسالة