-A +A
علي محمد الرابغي
رحم الله الجفري وكتب الله الشفاء العاجل للشيخ عبدالمقصود خوجة ربان واحة الاثنينية التي لعبت دوراً هاماً وفاعلاً في تقصي الحركة الأدبية والثقافية ورجالها.
تكريم الجفري
بعد عودة الجفري يرحمه الله من عملية القلب المفتوح، (كان دائماً يحمل قلباً مفتوحاً) أقام عبدالمقصود خوجة صاحب الاثنينية المعروف حفلاً تكريمياً للأستاذ الجفري، وكان الجفري قد رشح أسماء تتناول الحديث عنه كان اسمي من بينها قلت لست أدري ماذا أضيف على كل الَّذي قيل عن أستاذنا وأديبنا.. الأستاذ عبدالله عبدالرحمن الجفري؛ لكني من أجل ألا أكون مكروراً، أود أن أسبق كل أولئك بأن أمر على فترة تاريخية التقيت فيها والزميل أبا وجدي
- كان ذلك صيف عام 1373هـ في مدينة الطائف يوم كانت الطائف ملتقى للأحبة والإبداع وملتقى لمن يرعون الجمال بأعينهم وقلوبهم؛ التقيت به عندما احتضنني وأسرتي منزله بالطائف، وفوجئت عندما التقيت به ذات صباح وبين يديه كرّاس مدرسي، تبادر إلى ذهني أنه من أولئك الَّذين يفضلون مبدأ (في التأني السلامة) وشككت في أنه من الَّذين يعانون مبدأ الدور الثاني الدراسي، وهالني الموقف عندما رأيت الكرّاس، وهو عبارة عن مجلة مخطوطة أنيقة في الإخراج والخط، وحتى في استخدام اللون.
كان الأستاذ عبدالله عبدالرحمن الجفري، هو سكرتير تحرير مجلة (مهبط الوحي) تلك المجلة التي قدرت موقفهم جميعاً.. هو وزملاؤه من النخبة التي تود التعبير عن مكنوناتها، فلم تجد بداً من أن تلجأ لهذه المجلة كأسلوب تعبر فيه عن ذاتها وعن طموحاتها؛ ولقد تلقفني أبو وجدي، ولم أكن من تلك النخبة الذين كانوا يمارسون الحرف والتعبير فقد كانت ميزتي قدمي - فقد كنت ممن يمارسون لعبة الكرة، فنقلني من الكرة إلى دنيا الحرف ودنيا الكلمة، ولا أستطيع إلا أن أتمثل ذلك القول والمثل اللبناني الَّذي يقول: (البحر الواسع لا يضيره أن يستقبل الروافد الصغيرة) فقد استقبلني وفوجئت بأن طلب إليَّ كرّاس الإنشاء أو التعبير - كما يقال الآن - وأختار موضوعاً، وفوجئت في العدد القادم من هذه المجلة بأن اسمي قد نزل على مقال لأول مرة باسم علي محمد الرابغي، هذه النقطة أود أن أركز عليها؛ لأن هذا ديدن الأستاذ الجفري ومبدأه.
- فقد تعاون مع كل من يعرف وكل من توسم أن لديه موهبة.. لم يكن أنانياً. ولم يكن ممن يمارسون الغيرة في مجال الإبداع أو الموهبة، أو من يؤثرون الاستئثار بالمكانة المرموقة؛ فقد كان من تجربتي معه في هذا المجال في البلاد، في عكاظ، في المدينة، في ملحق الأربعاء، في الشرق الأوسط، كان عبدالله الجفري يطلب من كل زميل مهما صغرت موهبته أن يتعاون معه، ويأخذ بيده إلى الأمان؛ ذلك كان أسلوب الأستاذ، ومن هنا فرض أستاذيته عليَّ وعلى كثير من أمثالي، رغم أني وإياه لا نختلف في أعمارنا، ولكنه أكبر مني تفوقاً وقدراً.
- كما نشكره لأنه كان من الكتاب السعوديين، الَّذين قفزوا فوق الحدود والأزمان، وأصبح كاتباً مرموقاً.. نشر له في الشرق الأوسط، في الحياة، والأهرام، وفي صحف الكويت؛ كل ذلك ولا شك يدعو للفخر والإكبار والإعزاز؛ كما أشكر الأستاذ عبدالمقصود خوجه أن أتاح لنا هذه الأمسية الكريمة، وكنت قد أعددت كلمة طويلة، ولكن الإخوة قد ضيعوا علينا هذه الفرصة بما أوتوا من حسن التعبير والقدرة على إيفاء الزميل الجفري حقه؛ وأشكر الَّذين عبروا عن مشاعرهم، والَّذين رصدوا الحقيقة من حياته.
الجفري حيّاً في أذهان قرائه:
وهذه المناسبة بعث جديد لجهد كبير أسهم به الأستاذ الجفري في إنعاش الحركة الأدبية والثقافية من خلال نشاطه الصحفي ومن خلال مؤلفاته التي تنبض آثاراً شاهدة على تفوقه ونبوغه.. رحم الله أبا وجدي وأسكنه فسيح جناته.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.

abido13@yahoo.com