-A +A
علي محمد الرابغي
لقد صدم جمهور الكرة السعودية في أعز أمنياته واستيقظ على واقع مؤلم حاول بشتى الطرق عبثاً كان يحاول فنحن دفعنا الكثير الكثير وشيدنا أكبر الملاعب التي كانت مصدر فخر واعتزاز درة الملاعب في الرياض والجوهرة في جدة لكن تركوهما وراء ظهورهم وارتحلوا إلى مدينة الضباب وأقيم السوبر الأخير بين قطبي الكرة السعودية الأهلي والهلال في ملعب لا أخاله يليق بمهابة الكرة السعودية وبدرجة السوبر فهو ملعب إذا ما قسناه مقاس الملاعب وقارناه بما عندنا فإنه متواضع جداً لا يليق بمباراة السوبر وقد أسرف المسؤولون في اتحاد كرة القدم ومن هم وراء تنظيم هذا السوبر كثيراً ليس على أنفسهم فقط وإنما على الكرة السعودية وجمهورها إذ إنا وصلنا إلى درجة أصبحنا نفاخر معها ومن منازلنا نحجز مقاعدنا في ملاعبنا العملاقة بعيداً عن المضاربات والزحام وكل المعاناة التي كانت وفي أسلوب عصري قضينا على السوق السوداء في مهدها.
الجمهور السعودي وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان:
ما من شك أن الجمهور السعودي وخاصة جمهور الأهلي والهلال قد بذلوا جهداً كبيراً وعرقاً ومعاناة وتوتراً وانفعالاً لكن كل ذلك كان جميلاً عندما يتوج بالنصر أو بالتعادل أو إذا كان بالهزيمة فذلك شأن آخر لكنه ترويض للنفس على تقبل الهزيمة بصدر رحب أقول أمضى هؤلاء عاماً كاملاً وراء فريقهم ولاعبيه بحت حناجرهم لكنهم يشعرون بالمتعة والنشوة والانتشاء ليأتي من هم وراء فكرة السوبر في لندن ليضعوا نهاية مأساوية لكل هذه الجهود التي سفحت الجماهير عرقها ونقودها ووقتها من أجل تشجيع أنديتها وفوجئت بألا حول ولا قوة لها أمام هذا الإجراء الذي انتزع النشوة وحق التشجيع والحضور لأكبر مباراة وأهمها إذ إن الطاقة محدودة لدفع تذاكر طيران إلى لندن وإقامة وتأشيرة ومصاريف هكذا إذن لا أجد حرجاً في القول إنه ترف يجير لمسؤولي الاتحاد ومسؤوليه المنظمين رعاة السوبر.
السياحة في لندن:
أحاول ويحاول معي الكثيرون أن نجد تبريراً منطقياً لهذا التحول فإن كان القصد منه إظهار الكرة السعودية في لندن فقد دحضت كاميرات التصوير كل تلك المزاعم إذ إن الواضح من خلال المدرجات أن هناك نسبة من جمهور الهلال متميزة وأقل منها من جمهور الأهلي أما المشجع الأجنبي فلم نجده ثم لمصلحة من تصرف هذه المبالغ تتحمل منها ميزانية الأندية الجزء الكبير.. هذه الأندية التي ناءت بحملها الثقيل وبديونها الكثيفة مهما يكن من الأمر فإن من الإسراف في الخطأ أن نعتقد أن هذه الفكرة ناجحة بل هي فكرة (مصيبة) وفاشلة بكل المقاييس وأرجو ومعي كل المخلصين أن يظل السوبر السعودي في ملاعبنا وبين أهله ومحبيه ومشجعيه وأن نحيل كل المكاسب التي أنفقناها والتي دخلت وملأت جيوب الآخرين أن تتحول إلى جيوب مسؤولي الأندية لسداد ديونها لتواجه ما عليها من مصاريف لشراء اللاعبين ودفع رواتب المدربين والجهاز الفني ذلك أحرى بنا.
ويقترح بعض المخلصين إذا كان القصد هو الجو فلماذا لا تقام في أبها وهي أحق بمبدأ تشجيع السياحة وعلى أي حال أرجو أن يكف أولئك الذين ينتدبون أنفسهم ومن معهم إلى لندن على حساب الكرة السعودية عن هذه التجربة فجحا أولى بلحم ثوره وحسبي الله ونعم الوكيل.

abido13@yahoo.com



للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي
أو 738303 زين تبدأ بالرمز 132 مسافة ثم الرسالة