-A +A
علي محمد الرابغي
كان رمضان هذا العام مختلفاً عن غيره من الأعوام الماضية.. وامتاز بمذاق خاص ولون مختلف.. وقد أوصى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل باستنفار مختلف الطاقات والجهود لتوفير جميع الخدمات اللازمة وتهيئة المرافق والإمكانات احتفاءً بضيوف الرحمن قاصدي بيته الكريم.. وكان لتوجيه سموه الكريم ورؤيته الثاقبة أن أمر سموه بوقف صلاة التراويح في صحن المطاف.. وإفساح كل المساحات للمعتمرين والزائرين.. لقد حقق هذا التوجيه هدفه وتجاوب مع أصدائه كثير من المعتمرين ومن الزوار القادمين من الآفاق والمقيمين ومن أهل البلد.. لقد يسر ذلك على الطائفين ومكن لهم من خلال المساحات الكبيرة أن يؤدوا الطواف في سهولة ويسر رغم الكثافة العددية غير المسبوقة.. ولقد بعث لي صديق من إسطنبول التركية بفيديو لصورة حية التقطت عبر الأقمار الصناعية تظهر روعة الطواف.. وكيف أنه يمثل تجليات روحية ترسم أبعاد الصورة الإيمانية والحكمة من وراء الطواف.. إنها صورة مترعة بالتعابير الروحية وتوحيد الخالق.. وقد أضفى اللون الأبيض في عتمة الليل جمالا أخاذاً يجذب الأبصار.. ويتعانق اللونان الأسود والأبيض.. سواد الليل ورداء الإحرام.. حقا إنها صورة تموج بشتى المعاني التى تعطي ومضات من الحس الإيماني.. أكاد أجزم أنه لا نظير لها في الكون إلا بيت الله العتيق.. قلب الدنيا ومهوى أفئدة المؤمنين.. ومهبط الوحي ومسرى نبي الأمة.
التنظيم مفتاح الفرج:

كان الكثيرون مشفقين من الكثافة العددية للمعتمرين حتى أن البعض منهم ذهب إلى التحكم في أعداد المعتمرين ليحد من هذه الكثافة.. ولكن نظرة المسؤولين وهي الأقرب إلى الصواب.. من هنا تأتي التوجيهات لخالد الفيصل لتواكب جهود إدارة شؤون الحرمين.
الأمن والدور البارز:
لقد سجل رجال الأمن في ساحات الحرم تقدماً ملموساً وتفوقاً لم يكن له نظير.. كانت سمته البارزة الأخلاق الكريمة والعبارات الإيمانية الرقيقة حفاوة برواد الحرم.
حقاً لقد كان جهدهم جهداً مباركاً واضحاً أسهم في الحيلولة دون أدنى إصابات من خلال التزاحم.. خاصة إذا ما علمنا أن هناك محاولات بالهجوم على أبواب الحرم واستخدام القوة خصوصاً في حالة خروج المصلين.. نجد أن الحيلولة دون وقوع إصابات مردها إلى حكمة وسياسة رجال الأمن بارك الله فيهم.
السديس يتجاوب مع أهل المدينة:
أصغى في اهتمام بالغ فضيلة الدكتور الشيخ عبدالرحمن السديس إلى أصوات المخلصين في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم والذين صعدوا إلى فضيلته رغباتهم في أن يخرج الختم عن الرتابة ونطاق المألوف القديم وأن يقوم الشيخ صلاح البدير بختم القرآن.. فما كان من فضيلته إلا أن استجاب لهذه الرغبات وقد قابل أهل المدينة والزوار هذا الفضل بكثير من التقدير والشكر.
البدير يتجلى:
كان فضيلة الشيخ صلاح البدير في قمة روعة تجلياته إذ كان كسابق عهده منظماً ومرتباً فبدأ الدعاء بالحمد ثم تدرج فيه أخذاً بمجامع القلوب الذين تاقت قلوبهم حباً وخشوعاً وتجليات إيمانية.. وكان أن أجهش الجميع بالبكاء تجاوباً مع سلسبيل الدعاء لجانب فضيلته.
يقيني أن المسؤول عندما يتجاوب مع رغبة المؤمنين فإنما يزكي نفسه ويعلي من شأن هامته.. إذ يقدر المواقف ويزنها بعين المسؤول الذي يرعى في المقام الأول المصلحة العامة.. كذلك تجدر الإشارة لنجاح جهود إدارة شؤون الحرمين في إضفاء النجاح الكبير لشهر رمضان الكريم.. تحية لكل المخلصين ورجاء بأن نلقى رمضان في العام القادم وقد توفرت فيه فرص أكثر ومجالات أرحب وليس ذلك على همة أمير المنطقة وعلى الدكتور السديس وفريق عمله وعلى رجالنا.. رجال الأمن البواسل بعزيز.. وحسبي الله ونعم الوكيل.