-A +A
ماجد قاروب
كتبت مقالي هذا في مطار المالديف في انتظار رحلتي إلى جدة عبر دبي على طيران الإمارات، وخططت للنشر مع أول جمعة في شوال لمعايدتكم وتهنئتكم آملا أن نكون وجميع المسلمين ممن وفقه الله سبحانه وتعالى للقيام والصيام والأجر من عند رب العالمين.
قد أتحدث عن المطار ونظافته وتنظيمه البسيط المتواضع على شاطئ إحدى الجزر وجميع خدماته المجانية بابتسامة رجل الأمن والجوازات وحمل الأمتعة إلى المطار الداخلي، حيث تبعد الجزيرة التي أمضيت فيها عدة أيام قبل رمضان مسافة 45 دقيقة طيران، وبالرغم من بعد المسافة صادفت وجود عدة عائلات سعودية فى المالديف وفي تلك الجزيرة البعيدة.

وتذكرت مقولة مهندس الرؤية السعودية لماذا لا يرفه السعودي وعائلته في وطنه ؟ نعم كان ذلك هو الاستفسار الأول لكل من راسلتهم أثناء رحلتي أنا وزوجتي التي أرادت قليلا من الخصوصية التي تجدها في بحر جدة وسط مجتمعنا الإسلامي المحافظ.
ومن هذا أريد أن أقول نعم نحن بحاجة إلى هيئة الترفيه بل نحن في حاجة ماسة إليها لنحافظ على الوطنية ونغرز حب الوطن يقينا فى نفوس المواطنين، وهيئة الترفيه ستقوم على افتتاح مشاريع والترخيص لها بما يساعد على خلق صناعة ترفيه التي يمكن أن تخلق فرص العمل وتوظف 500 ألف شاب وفتاة وتوطن ما لا يقل عن 20 مليار دولار تصرف سنويا في الدول المجاورة القريبة في عطلات الأسبوع والعيدين وتمنع هدرا اقتصاديا كبيرا وخطيرا.
ولكن هذا يحتاج إلى ثقافة الترفيه وتعلم حدود حرية الفرد أمام حرية الجماعة واحترام الخصوصية للآخرين والبعد عن خدش الحياء فى المنتزهات العامة. ففي الخارج قد لا يوجد وازع ديني ولا توجد هيئة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقد لا تكون مجتمعات محافظة وانفتاح وسينمات ومسارح وملاهي ومقاهي غير أنه لا توجد مطلقا معاكسات ومهاترات ولكن هناك احتراما لسيادة القانون وتطبيقه على الجميع وفورا وبشكل عاجل حماية لصناعة الترفيه في تلك الدول وهو بالتأكيد ما نحتاجه هنا قبل غيرنا.
في جميع جزر المالديف توجد ساحات شعبية وحدائق ومنتزهات وملاعب وهذا ما نتطلع إليه من هيئة الرياضة بالتعاون مع هيئة الترفيه وليس بالضرورة من خلال الأندية الرياضية المفلسة ماليا وإداريا والتي خرجت عن الأساس الرياضي والاجتماعي الذي وجدت لأجله بمباركة من هيئة الرياضة التي نتمنى أن نرى في قياداتها وغيرها من الهيئات والمؤسسات الشخص المناسب في المكان المناسب وهذا من شروط الحوكمة.
ونخشى من التداخل والتباين في الصلاحيات والمهمات في هيئات الرياضة والترفيه والسياحة، وكل عام وأنتم بخير.