-A +A
علي محمد الرابغي
في عام 1384هـ طرحت فكرة إنشاء جامعة أهلية بمدينة جدة وكان صاحب الفكرة محمد علي حافظ وفي نفس السنة تم تكوين لجنة تحضيرية لاجتماع الهيئة التأسيسية بعضوية أحمد شطا وأحمد صلاح الدين جمجوم وعبدالله الدباغ ومحمد أبوبكر باخشب ووهيب بن زقر ومحمد علي حافظ يرحمهم الله وفي نفس السنة جاءت موافقة الملك فيصل بن عبدالعزيز يرحمه الله عندما كان وليا للعهد آنذاك على رئاسة الهيئة التأسيسية للمشروع وانتخاب 25 عضوا للهيئة التأسيسية وفي عام 1385هـ تم تشكيل اللجنة التنفيذية للجامعة وفي عام 1386هـ كان إقرار أول سنة إعدادية لمختلف كليات الجامعة وفي عام 1387هـ تم إقرار بداية الدراسة في الجامعة وتأسيس كلية الاقتصاد والإدارة كأول كلية في الجامعة بالإضافة إلى افتتاح قسم الطالبات في جدة.
وكان تأسيس هذه الجامعة بصفتها جامعة أهلية، هدفها نشر التعليم العالي في المنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية. وبجهود التجار وأصحاب الأموال تحول الحلم إلى حقيقة وخرجت الفكرة إلى حيز الوجود حيث حظي أعضاء اللجنة التحضيرية بمقابلة الملك فيصل بن عبدالعزيز وقد أبدى كل الدعم والتأييد لفكرة المشروع، وشكلت اللجنة التأسيسية للجامعة برئاسة الملك فيصل ووزير المعارف آنذاك الشيخ حسن بن عبدالله آل الشيخ. بدأت الجامعة عامها الدراسي الأول في عام (1388هـ - 1968م) بافتتاح برنامج الدراسة الإعدادية، بعدد قليل من الطلاب والطالبات (68 طالبا - 30 طالبة)، وفي العام التالي مباشرة افتتحت أول كلية في الجامعة (كلية الاقتصاد والإدارة) وفي العام الذي يليه أنشئت كلية الآداب والعلوم الإنسانية.

رعاية الدولة تمكين للجامعة:
بعد أن صدر قرار مجلس الوزراء الموقر في عام (1394هـ) بضم الجامعة إلى الدولة
كان لتبني حكومة المملكة لهذه الجامعة الناشئة وما وفرته لها من دعم كبير، أثر واضح في تحولها إلى جامعة عصرية تحتل مكانة متميزة بين مؤسسات التعليم العالي في المملكة.
الجامعة في عقدها السادس:
واليوم فإن نظرة موضوعية منصفة إلى الواقع الملموس على الأرض الآن ومن خلال الرسم البياني قد شهدت الجامعة منذ إنشائها تطوراً ونمواً مطرداً، كماً وكيفاً، حتى أصبحت من أبرز جامعات المملكة من حيث عدد الطلاب والطالبات، وتشعب وتعدد التخصصات النظرية والعلمية وتكاملها، وانفرادها ببعض الكليات والتخصصات عن بقية جامعات المملكة مثل: علوم البحار، والأرصاد، وعلوم الأرض، والهندسة النووية، والطيران والتعدين، والهندسة الطبية.
ولم تقتصر الجامعة على منهج الدراسة بالانتظام بل أنشأت الدراسة عن طريق الانتساب، تيسيراً على أبناء الوطن، كما أنها لم تتوقف على الدراسة بالطرق التقليدية فقط، بل أنشأت عمادة التعليم عن بعد، لكي تواكب التطورات العلمية والتقنية والحضارية.
كذلك تعد جامعة الملك عبدالعزيز رائدة في تعليم الفتاة السعودية تعليماً عالياً فقد تم افتتاح قسم الطالبات في نفس العام الذي افتتح فيه قسم الطلاب.
ونظرة لعدد الكليات بل وعدد الجامعات التي فرختها هذه الجامعة العتيقة في رابغ والكامل وخليص .. واستقراء عدد الخريجين والخريجات نشهد عجبا .. فقد قفز فوق كل التوقعات ولعلنا إذا أردنا إنصاف الحقيقة أن نقول لم ينشأ هذا من فراغ بل كان وراء ذلك فتية آمنوا بربهم ثم بوطنهم وبمليكهم.
رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان:
واليوم والجامعة تقف على أعتاب وشرفة العقد السادس من حياتها يأتي تتويج سلمان بن عبدالعزيز وساما لكل من ضمهم ويضمهم الحرم الجامعي لهذه الجامعة العملاقة .. تأتي هذه الزيارة لتفجر من جديد في شباب وشابات هذا الصرح العلمي الكبير طاقات الإنتاج والإبداع ولتتسع القاعدة .. فسبحان الله كيف كانت وكيف أصبحت أن هذا هو المؤشر على أن من سار على الدرب وصل .. شكرا لكل من قاد هذه الجامعة .. أخص منهم الدكتور أسامة الطيب وعبدالرحمن اليوبي مهندس إدارة الجامعة وعرابها في هذه الأيام والذي يعمل في صمت بعيدا عن الشنشنة أو تسليط الأضواء .. ومن باب الأمانة أن نعطي هذا الرجل حقه وهو جدير بأن يكون أهلا ليواصل المسيرة مع فريق عمله إن شاء الله
ومن باب الأمانة العلمية أشكر موقع ويكيبيديا الذي استعنت به في توفير المعلومات.. وحسبي الله ونعم الوكيل.