-A +A
بشرى فيصل السباعي
ليس سرا أن الإناث في مجتمعنا هن أكثر من يقصد الرقاة والأطباء النفسيين، وأصحاب النظرة العنصرية ضد الجنس المؤنث يعتقدون أن هذا شيء متوقع وعادي باعتبارهم يعتقدون أن الإناث جنس دوني وهستيري بطبعه وهو زعم أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية أنه لا صحة له، والحقيقة أن سبب هذه الظاهرة يذكره البروفيسور «عبدالله السبيعي» أستاذ الطب النفسي الذي رأس قسم الطب النفسي بعدد من الجامعات والمستشفيات السعودية وذكره في تغريده شهيرة بتاريخ «23/1/2013»: «كل يوم أعمل فيه بالطب النفسي أزداد يقينا بأن المرأة في مجتمعنا يقع عليها ظلم عظيم، إنها والله مآسي لا يتصور أن تقع في مجتمع مسلم». فبالفعل الفتاة والمرأة في مجتمعنا يقع عليها قدر من الضغوطات يتجاوز قدرة العقل والنفس البشرية على الاحتمال، ففي كثير من الأسر يتم منع الفتاة من متابعة التعليم وبالتالي من أن يكون لها أي مجال لتحقيق طموحاتها وآمالها وتحقيق ذاتها عبرها وتمنع من أن يكون لها جهاز من أجهزة الاتصالات والشبكات والإنترنت ويتم تشغيلها كخادمة بلا أجرة لكل الذكور في بيتها حتى لأصغرهم، وتمنع من الخروج ومن التسلية ومن الصديقات وتتعرض للعنف وعليها أن تتذلل وتتوسل للحصول على أي شيء، وقد علق الشيخ يوسف القرضاوي على من يقول إن الأصل الصحيح هو حبس النساء في البيوت وإنه إكرام لهن قائلا إن حبسهن في البيوت كما ورد في القرآن هو عقوبة منسوخة على من تقترف الفاحشة فعلى ماذا تعاقب كل النساء بلا جريمة؟! وقال إن هذا إهانة وليس إكراما، ومنعهن من متابعة التعليم والعمل يعني جعلهن ييأسن من إمكانية أن يكون هناك غد أفضل، والزواج في ظل هذه الثقافة السائدة لا يمثل أملا بالنسبة للكثيرات لأنهن يعتقدن أن الزوج سيعاملهن بالمثل ويمنعهن من زيارة الأهل لكي لا «يقووها عليه»، وتجبر على الزواج بمن يدفع أكثر ولو كان بعمر جدها ولديه عدة زوجات غيرها، ولهذا تفقد الكثير من النساء توازنهن النفسي والعقلي ويتصرفن بشكل يائس وينتحرن أو يهربن من البيت ويكن عرضة للاستدراج بالوعود المخادعة، ولهذا هناك حاجة لحملة توعية عامة بأن الأنماط القمعية التي تعامل بها النساء هي سبب إصابتهن بالأمراض النفسية والعقلية وأنه يصعب أن يبقى أي إنسان ذكرا كان أم أنثى متوازنا تحت ضغطها الظالم (إن الرجل ليكتب جبارا وليس عنده إلا أهل بيته «أي بتجبره عليهم») ابن حبان والطبراني وأحمد.