-A +A
مي خالد
(كمال الأجسام يكشف عورة الرجل لإظهار عضلات البطن والفخذين فكيف نطبقه على المرأة، هذا مثل الذي يقول شرب الخمر وفق الضوابط الشرعية).
هذا الاقتباس من مقطع تداوله الناس منذ مطلع الأسبوع لشخص يتحدث عن رياضة النساء وأجسادهن وصحتهن وخدمتهن في البيوت بأسلوب أجده شخصيا أسلوبا رخيصا وصادما. لأنه يجعل المرأة كشيء، كموضوع للحلال والحرام وليس كآدمي مكلف بالحلال والحرام.

المقطع مليء بالتناقضات منها مثلا أن صاحبه الذي يلقب نفسه بالشيخ. يعتقد أن رياضة كمال الأجسام تكشف عورة الرجل لكنه لم يقدم أي نصيحة دينية أو تحذير أو توعية للرجال الذين يكشفون عوراتهم بل يقدمها للنساء!
رياضة النساء أحد الموضوعات التي تتصارع عليها التيارات لدينا وكل تيار يريد أن يمنح أو يمنع المرأة من ممارسة الرياضة.
فما هي الرسالة التي نبعثها للعالم وللأجيال القادمة عندما تتناول رياضة النساء في صحفنا وقنواتنا ووسائل التواصل الاجتماعي لدينا دون الحديث أو حث الرجال على حد سواء على ممارسة الرياضة؟
إن الصراع حول موضوع السماح للمرأة بممارسة الرياضة أو منعها، هو أمر سخيف ومهين خاصة أن بعض المدارس والجامعات تسمح منذ عقود بممارسة الرياضة وبعض النساء ملتحقات بأندية رياضية بالفعل!
إنه حديث علني «ساخر» عن مستويات السمنة بين النساء أو عن عدم مهاراتهن الرياضية كأن يتباهى صاحب المقطع بأنه لو لعب هو وأطفاله ضد المنتخب النسائي في البرازيل لفاز فريقه!
صحيح أن الرجل الرياضي حول العالم يتفوق في الألعاب المختلفة على المرأة الرياضية لكن هل يحق بناء على ذلك أن يتحدث الرجل عن قدرات المرأة بسخرية؟
إذن فلتسخر النساء من الرجال لأن البنات في مراحل التعليم المختلفة يسجلن علامات في الاختبارات أعلى مما يسجله الطلاب الذكور. فلنلحق الطلاب الذكور إذن بصفوف التقوية أو فصول صعوبات التعلم ولنتجادل ونتناقش عن ذلك بشكل مستمر.
إن موضوع رياضة النساء لا يدعم تحقيق المساواة بين الجنسين ولا يساعد على ردم الفجوة بين حقوق الجنسين بل هو استغلال مشين لقضية شخصية في حرب إعلامية بين التيارات.
نعم هي قضية شخصية تخص كل امرأة أو رجل على حدة. هناك من تحب أو يحب ممارسة رياضة كمال الأجسام وهناك من يفضل كمال الأذهان.