-A +A
علي محمد الرابغي
أنصت الكون عصر يوم السبت الماضي تحت وقع حالة جديدة لوضع جديد لعهد جديد لوجوه أغلبها جديدة.. في خطوة متقدمة لم يسبق لها مثيل.. والتف السعوديون بل الخليجيون بل العرب بل معظم كل المهتمين بهذه البقعة المباركة.. الكل شاهرون أسماعهم وأبصارهم ينتظرون في حالة من الترقب والتطلع والتخمين يضربون أخماسا في أسداس.. تماما كانتظار هلال ليلة العيد الذي يأتي بعد صيام طويل.. وكانت المفاجأة بل المفاجآت التي وافق بعضها ما ذهب إليه غالب الجمهور.. وبعضها شب عن الطوق ولكنها وفي مجملها حررت رسائل للوطن ولمواطنيه بأن النيات جادة في إحداث تغيير نوعي مفصلي.. يعيد الكثير من الأمور إلى نصابها.. وإن كانت السمة البارزة أو الطاغية التى لا أغالي إن قلت إنها الطابع المميز لهذه الرؤية الجديدة.. جعلها الله رؤية خير وبركة وأعطانا خيرها وكفانا شرها وأعان القيادة الحكيمة خادم الحرمين الشريفين وساعديه والفريق الجديد الذي نزل إلى الساحة بالفعل.. ليتولى إحداث الجديد خروجا على السياسة التقليدية وإكساب الإدارة دماء جديدة تجري فيها وفي عروقها طاقة حيوية جديدة تمتاز باللياقة الذهنية والبدنية والمعنوية والإدارية.
الربيعة.. هل يكون آخر الدواء:

هذا الرجل الأمين مع نفسه ومع مسؤولياته والذي تفوق في مجال العمل في وزارة التجارة حتى أنه لم يكن مسبوقا إلى تلك الشعبية التي ارتفع بها وارتفع رصيد محبته والإعجاب عند قاعدة عريضة من أبناء شعبه.
يقول العرب إن آخر الدواء الكي.. ويقول العرب إن لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها.. وأنا أقول وفي تصرف مشروع إلا الصحة أعيت من يداويها.. وكنت تطرقت لهذا الموضوع في حديثي عن الرجل الفذ المرحوم غازي القصيبي وكان حديثه مع الملك فهد وهما بالفضاء الأعلى يرحمهما الله.
ثقة المسؤولين في توفيق الربيعة وفي حركة ذكية لا تحتاج إلى قوة بارعة للفهم بل تذهب بعيدا إلى الاستجابة مع تثمين الغالبية من أبناء هذا الشعب لهذا الرجل.. أعني توفيق الربيعة.. وهو وإن كنت أشفق عليه من اقتحام هذه التجربة.. التي هي كالفرس التي تستعصي على فارسها.. ولكني ومعي الكثيرون على يقين أنه سيحدث شيئا مذكورا.. والذي كان اختياره دلالة على أن القيادة تنصت جيدا إلى نبض الشارع وتتجاوب معه.
ماجد القصبي:
نجل الإعلامي الكبير الشيخ عبدالله القصبي.. الرجل الذي اقتحم العمل في تشييد وتذليل ما يعتور السبيل من جلاميد الصخر.. ونجح ومعه فريق من الإخوة الأتراك في فتح الأنفاق وتذليل الصعاب وراء ذلك قدرة خلاقة وعزيمة صلبة.. أحسب أن ماجد الابن هو سر أبيه ومن شابه أباه فما ظلم.. أتمنى له التوفيق وأن يجتاز امتحان المقارنة بينه وبين توفيق الربيعة.. وهو امتحان ليس بالسهل إلا على الذين يمتلكون القدرة والطاقة وحب عسف الأشياء الصعبة وارتقائها.. وما ذلك عليه إن شاء الله بعزيز.
دكتور محمد بنتـن:
ابن مكة وابن بجدتها كما يقولون.. الرجل الذي تعاطى هندسة الحاسب.. أبحر معها وغرق في عالمها من غير أن يبتل.. وكان ذلك سببه القدرة على التحدي وعدم اليأس فانقادت له الإرادة والإدارة.. ونجح في وزارة الحج ونقل العمرة وفعلها بحيث أحدثت انقلابا نوعيا ما زلنا نعيشه وإن كانت (الزحمة) حقيقة قد كلفتنا مواطنين ودولة الكثير.. ولكنها خطوة تحسب له.. في سياق العالمية الإسلامية.. وتصدى للبريد فأحيا مواته ودفع به خطوات متعددة متقدمة حتى أن جمهور الكرة يصفق لفريقه الفائز وقبلها يصفق للدكتور البنتن الذي يسر له السبيل بأن يحجز مقعده بالاستاد وهو متربع في بيته يشرب الشاي أو القهوة ثم يذهب إلى الملعب فيجد مقعده محجوزا في خدمة راقية لا تجدها حتى في كثير من المجتمعات الراقية.. أحسب أن قرارا حكيما عاد به إلى بيته القديم وهو يخدم بلده ويضع خبراته وطاقاته يجندها لتحقيق أهداف القيادة بالوصول إلى أرقى درجات شرف الخدمة لزوار المسجد الحرام ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عهد المؤسسات:
وهكذا نجد أن هذه الحزمة من الأوامر الملكية قد تحولنا معها مباشرة إلى عهد المؤسسات. وإننا نتوهج شوقا وتطلعا إلى الغد المشرق وقديما قيل.. وغدا لناظره قريب وحسبى الله ونعم الوكيل.