-A +A
علي محمد الرابغي
لم تكن زيارة الملك سلمان للشقيقة مصر زيارة مفاجئة وإنما جاءت وليدة عناية فائقة وانبثقت من خلال دراسات ودراسات مستفيضة.. تقصت مجمل إمكانات التفوق من خلال كل مقومات التفوق بمعنى أنها لم تكن عفوية ولا من باب الصدفة ولا ما جرت عليه العادة من الزيارات البروتوكولية التي فيها الشكل أكثر من المضمون.. بل جاءت وليدة جهد أخذ كفايته من دراسة كل الأبعاد واحتمالات النجاح واحتمالات الإخفاق.. ذلك يعني أنه كان سعيا حثيثا لضمان أكبر قدر من معطيات النجاح.. إذ إن زيارة في هذا الحجم في هامة وقامة رجل كسلمان وما يمثله من مركز قيادي لبلد المقدسات ومهبط الوحي.. البلد الذي تهوي إليه أفئدة المسلمين كل المسلمين.. ولعل السرية التي كانت هي طابع العمل الدؤوب هو الرصيد الذي تكفل بنجاحاتها.. وكذلك من أبرز المعالم هو البعد عن الشنشنة الإعلامية وتضخيم الأمور أكثر من حجمها مما أكسب هذه القرارات وفي عيون المنصفين حق التقدير والثناء.. وهي ولا شك نقلة نوعية ستفشي كثيرا من البناء والرخاء.. وتضفي على البلدين بل وعلى الأمة الإسلامية رخاء ونماء واقترابا.. من واقع يبشر بمستقبل باهر ويفسح المجال أمام الفكر العربي أن يبرهن على أننا ما زلنا نفكر بنطاق الصواب.. وأننا سيكون لنا دورنا البارز في تحقيق مستوى العيش الكريم لكل مواطن عربي ومسلم.. فضلا عن أن الزيارة وعلى يد عرابها سلمان بن عبدالعزيز ستعمل على رأب الصدع وتحقيق أقصى مستوى ممكن من التقارب والتعاون ونبذ الخلافات.
الإعلام المصري يحتفى بالملك سلمان:

ولأول مرة أفسح الإعلام المصري المجال أمام البوح الإنساني لإنسان مصر بعيدا عن التزلف أو الرياء أو المزايدة.. وإنما هو ينطلق ويصدر عن تحليل لواقع يفيض حيوية وفاعلية ويبشر بانبثاق حياة تؤكد أن في اجتماع الأمة قوة وتمكينا ونقلة مفصلية متقدمة ستنعكس آثارها إيجابيا في مستوى راق من الشمول.. ونترك هنا بعض الآراء لكبار الكتاب في مصر الشقيقة أرض الكنانة.
مرسي عطا الله جريدة الأهرام: لم أر الفرحة على وجوه المصريين منذ سنوات مثلما رأيتها في الأيام الثلاثة الماضية التي واكبت زيارة خادم الحرمين الشريفين لمصر والممتدة ليومين آخرين.. إن فرحة المصريين بالزيارة أكبر من كل المشاريع السياسية والاقتصادية.. نحن مع المملكة في وجه كل من يفكر في التطاول على أرض الحرمين الشريفين سواء من الحساد الإقليميين أمثال إيران والمتغطرسين الأجانب مثل مرشح الرئاسة الجمهوري دونالد ترامب والحقيقة أن استبشار المصريين بزيارة الملك سلمان بن عبدالعزيز يعود في المقام الأول إلى ثقتهم في أن الرئيس السيسى والملك سلمان بمقدورهما أن يقودا الحلم العربى الراهن لإنقاذ الأمة العربية من سرطان الإرهاب الأسود الذي أصاب العديد من دولها.
الكاتبة سكينة فؤاد: وقد ذكرت في أكثر من مجال إعلامى وردا على تساؤلات عن رؤيتي للأهمية التي تمثلها الزيارة -وأفضت في أهميتها البالغة في ظل أحداث مصيرية تشهدها الأمة وتفرض على جميع الأمناء عليها شعوبا وقيادات أن يستنهضوا ويعظموا مقومات صلابة وجمود واستقواء هذه الأمة- وفي مقدمتها وحدة صفوف وقوى ما تبقى من دولها صلبا ومتماسكا، وأن يرسموا خططا ورؤى مشتركة لتواجه وتعالج وتتصدى بشجاعة وحكمة لجميع المهددات والمخاطر.
الكاتب الدكتور أسامة الغزالى حرب: لا أميل عادة لاستخدام أوصاف مبالغة مثل «تاريخية» و«غير مسبوقة» و«إستراتيجية»...إلخ إلا في الموضع الذي أعتقد أنها تستحقه! غير أنني لا أتردد في القول إن النتائج التي أسفرت عنها زيارة العاهل السعودي الكبير، خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز لمصر، كانت بالفعل نتائج تاريخية في مسار العلاقات الخاصة بين البلدين، وإنها ذات أبعاد إستراتيجية شاملة لا يمكن إنكارها. ويعني ذلك أيضا أن الزيارة حظيت بإعداد وتحضير جيدين، أسهمت فيه الوزارات والأجهزة المعنية في كلا البلدين، فكانت النتيجة توقيع سبع عشرة اتفاقية ومذكرة تفاهم وبرنامجا تنفيذيا للتعاون في جميع المجالات.
وهكذا فاضت مشاعر الإخوة في مصر باختلاف أطيافهم وقدراتهم التعبيرية والإبداعية.. واكتفي بهذا القدر على أن نعاود الحديث في الأسبوع القادم إن شاء الله.. وحسبي الله ونعم الوكيل.