-A +A
علي محمد الرابغي
دعيت من قبل شركة المياه الوطنية إلى حضور حفل منظومة تشييد المشاريع الجديدة للشركة.. وسبحان الله عندما أخذت مقعدي في قاعة الحفل إلى جوار معالي محافظ منطقة الطائف الصديق فهد المعمر.. سرح ذهني تحت تأثير الديكور الذي جعل من القاعة شيئا آخر.. حقيقة أثبت الفن النظرية الشعبية القائلة (لبس الخشبة تطلع عجبة) كانت الأجواء رومانسية حالمة تبعث في النفس نشوة تجعلها تميل إلى الراحة والطمأنينة.. وكانت سيكولوجية الألوان فنا إبداعيا متكاملا أفلح في التأثير المباشر وغير المباشر على الحاضرين.. وقد عشنا لحظات ممتعة طاف بنا الخيال في أجواء أخذتنا من الواقع المشوب بمعطيات الكدر والاكتئاب والتوتر.. لم أنتبه إلا على كلمات مقدم الحفل الذي أصدر تعليمات رجاء الزموا أماكنكم.. ثم أعقب ذلك تحذيرا أو رجاء أشار فيه إلى أبواب الخروج.. وانسقت وراء الخيال ومعه وكأنما نحن في طائرة عملاقة.. وكانما قائد الطائرة يشير إلى المخارج.. مخارج الطوارئ.. ولم يطل شرودي طويلا إذ دلف إلى القاعة راعي الحفل وسط تحية الحاضرين.
شركة المياه تكشف عن مشاريع عملاقة:

تأتي إضافة قوية وثرية تعزز القوة لشقيقاتها السابقة.. وما أشبه الليلة بالبارحة، إذ قبل نحو أربعة أعوام كنا نجلس مع فارق الزمان والمكان.. وكان راعي الحفل هو راعي حفل الأحد الماضي.. ودشن هذه المشاريع التي تحولت إلى واقع ملموس.. أفلحت الكاميرات في تصويره وتصوير الحركة الإنتاجية الدائبة المباركة التي نتج عنها مشاريع خزانات غطت العاصمة المقدسة وجدة والطائف لتسجل قفزة نوعية.. حقيقة كان لها الإسهام المباشر في رفع الطاقة والقدرة الاستيعابية لمخزون المياه.. المخزون الإستراتيجي.. وما زالت أصداء كلمة أمير مكة المكرمة تتردد في الأذهان عندما رشق بعباراته المتألقة الأنيقة شباب الشركة وحقنهم بعناصر الثقة ومقومات التشجيع.. وما شهدناه الأحد الماضي على الواقع إنما هو فعل وقول وعمل.. استطاعت الشركة أن تصنع روافد جديدة تغذي الحاجة في العاصمة المقدسة وفي جدة وفي الطائف.. محاولة منها لسد الاحتياجات والأهبة التامة لمواجهة الطوارئ والمتقلبات.. فنحن بلد قبلة.. ومعدلات النمو في الحج والعمرة تفوق معدلات السياحة لكثير من الدول.. ونحن أيضا بلد شحيح المصادر.. مصادر المياه.. إذ لا أنهار والآبار في غالب الأحيان قد جفت.. ولكن الإرادة القوية الطموحة لا تعرف اليأس وإنما تركب الطموح لتجد الحلول التي تكفل توفير أقصى المعدلات.. فالماء شريان الحياة ولعل الشركة وقد استفادت من جلب المياه من مصادر السدود في الجنوب تأتي إضافة جديدة.
أكاد أتكئ على وسادة الثقة واليقين والأمل في أن تواصل قافلة الخير والنماء التحديات في أحلك المواقف والظروف وأصعبها من أجل حياة الإنسان.. الإنسان السعودي ومن يدرج على ثرى هذه البلاد المقدسة.
الهدر المائي وشكوى المواطنين:
لا يعني إطراؤنا وثناؤنا ومد حبل الثقة في شركة المياه الوطنية أن نغمض عيوننا عن بعض العوامل السلبية التي تخدش الشعور العام وتؤثر على هذه النجاحات.. فالشركة المسؤولة عن الطوارئ في شركة المياه محتاجة إلى لفتة من مدير عام الشركة.. إذ إن الجمهور عندما يرى المياه تنبثق من الأرض سرعان ما يتصل بطوارئ المياه.. ولكن الاستجابة وبكل أسف أبطأ من البطء نفسه، فهي سلحفائية والأدهى والأمر أن فرق الصيانة عندما تصل وتعاين الموقع تقف عاجزة عن إصلاح الخلل بحجة أنه لابد أن ينتظرون حتى تجف الأرض.. سبحان الله كيف بالعالم يعمل تحت قاع المحيطات والبحار ونحن نقف عاجزين عن إصلاح المياه فوق سطح الأرض.
الصرف الصحي:
في حفل الأحد الماضي لم يعرج أحد المسؤولين على الصرف الصحي فيما عدا الخزانات ولكن ما وعد به معالي الوزير قبل نحو أربعة أعوام تحقق منه شيء وبقيت أشياء لم تتحقق.. إذ ما زالت صهاريج المياه القذرة تجوب شوارعنا كشارع التحلية.. أحد الشوارع الرئيسة الحضارية.. والمؤسف والمؤلم أنهم لم يعودوا يتقيدون بمشاعر الإنسان.. فهم كانوا في الأول ينزحون المياه القذرة في آخر ساعات الليل أما الآن فهم يمارسون العمل ليل نهار بعيدا عن الرقابة ويتحدون مشاعرنا.. وحسبي الله ونعم الوكيل.