-A +A
علي محمد الرابغي
قمة السعادة أن تجد علامات فارقة في جبين الوطن دفعت بها قدراتها الخاصة بأن تتبوأ مكانة مرموقة.. لم ينشأ ذلك من فراغ.. بل نتيجة جهد وبذل وعطاء.. مكن هذه الهامات من أن تبرز إلى السطح تفوقها النوعي والإنساني والإبداعي.. نستعرض هنا وفي هذا المجال شخصيتين ارتفعت بهما قدراتهما وإخلاصهما بأن يكونا واجهة مضيئة من حق الوطن أن يفاخر بهما.
دكتور وليد عبدالكريم أبو خضير:

هذا المواطن الذي برع وتفوق في مجال يقتضي منتهى الدقة والبراعة.. أقدم عليه في شجاعة وإيمان يغذي كل ذلك حبا للوطن وسلامة مواطنيه.. لقد احتل مكانة بارزة في مجال جراحة القلب.. وقد برهن على تفوقه وذكائه بتوفيق من الله ثم كان وراءه والده الزميل عبدالكريم أبو خضير الذي فرخ هو والسيدة حرمه قدرات إبداعية إيمانية من أمثال الدكتور وشقيقتيه اللتين توشكان على أخذ الدكتوراه من كندا وأخيه المهندس الذي برع في مجال الهندسة.
وليد والثقة الجماعية:
دكتور وليد أصبح له جمهوره ومحبوه.. استطاع أن يحوز على ثقتهم من خلال إخلاصه وتفانيه وبراعة أنامله ومتابعته الشديدة لهم حتى خارج أوقات الدوام.. أهله ذلك لأن ينتخب ويعين رئيسا لجمعية جراحي القلب السعودية.. فضلا عن أنه استشاري جراحة القلب ورئيس قسم جراحة القلب في المستشفى العسكري في جدة ونائب رئيس مركز القلب في العسكري بجدة.. وهو حاصل على الزمالة الكندية في جراحة القلب وتخصصه الدقيق في جراحة القلب بالفتحات الصغيرة وأيضا جراحة فشل القلب وزراعته.. لقد قدم أكثر من 250 محاضرة في آخر عشر سنوات في أنحاء كثيرة من العالم.. ويقوم شخصيا بعمل أكثر من 350 عملية قلب في السنة.. كل ذلك أهله لان يحوز على ثقة الكثيرين.. خاصة أولئك الذين نجحوا وعادت قلوبهم تضخ في شرايينهم الحياة.
علي داود المفاجأة:
كانت الجماهير مشحونة باهتمام كبير تتابع المباراة الموسمية مباراة كأس ولي العهد بين قطبين من أقطاب الأندية المتفوقة بالمملكة الهلال والأهلي.. في خضم الترقب تحت رحمة اللحظات الحرجة من المباراة ظهر صوت الإذاعي الكبير الأستاذ علي داود (حارس مرمى الوحدة السابق ورئيسها من بعد) والرجل الثقة الذي ارتفعت به كفاءته وقدراته وهامته السامقة في مجال الإعلام وفي مجال الرياضة بأن ينال ثقة الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز وثقة نجله فيصل.. فكان أن فجر من خلال الأثير قدراته الإبداعية في متابعة المباريات.. وكانت الجماهير تتناغم وتنسجم معه كأبرز معلق رياضي أتاه الله قدرات لم تتوفر في غيره، وخاصة حضوره البديهي وسرعة إطلاق العبارات لتكون كالهدف الذى يدخل المرمى.. فاللاعب يستخدم قدمه ولكن علي داود يستخدم لسانه في قدرات إبداعية وفي سلاسة وحضور واقتدار.. تضفي هذه القدرات على جو المباراة رونقا خاصا.. لتكون المباراة ميدانا للفريقين وللجمهور وله.
علي داود والطقم الصيني:
لقد تجلى أبو خالد في سنغافورة في البطولة الآسيوية.. والتي أبدع فيها المنتخب السعودي وكانت بصمته الصوتية واضحة.. رددتها أصداء الأثير عندما قال عن ماجد لقد تخطى الصيني الأول والصيني الثاني بل كسر الطقم الصيني كله.. هذه بداهة ذهنية حاضرة وأسلوب لم يسعف أمثاله.. كان وقفا عليه.. لقد عاد بأذهاننا إلى ذلك الزمن الجميل.. كان ظهوره مساء يوم الجمعة الماضي مفاجأة سارة لم يفقد فيها بريقه وتألقه وأسلوبه المتميز اللامع.. وقفت أمام تعبير جميل لأحد أحفادي وهو خريج جامعة.. قال لم يكن حظنا أن نحضر تلك الفترة الذهبية ولكنه أعطانا المثل على ارتفاع كعبه في التعليق ولعله ضرب مثلا للمعلقين الحاليين الذين يكثرون من الصراخ ومن الزعيق.. الذي يذهب بروعة المباراة ويزعج السامعين.. ويعمدون إلى التحكم بالصوت ويخفونه ويكتفون بالفرجة.. وسؤال من الجماهير لماذا هذه القدرة لا تفترش الأثير وتقدم درسا لكل المعلقين.. والغرابة أن الحدث لم يلفت نظر الزملاء في عكاظ ولا في النادي ولا في البلاد.. وحسبي الله ونعم الوكيل.